بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الأول من كتب الجُزُر وَهُوَ كتاب الغَبْقَه فِي حلى جَزِيرَة مَيُورْقه

المنصَّة

طول هَذِه الجزيرة أَرْبَعُونَ ميلًا من أخصب بِلَاد الله وفيهَا بحيرة دُوْرُها تِسْعَة أَمْيَال وفيهَا حصون وقاعدتها مَدِينَة مَيُورقه بالجهة الْقبلية من الجزيرة وَتدْخلهَا ساقية جَارِيَة على الدَّوَام ووادٍ شِتْويّ يشقّ الْمَدِينَة وَبهَا قلعة للْملك وفيهَا يَقُول ابْن اللَّبانة ... بَلَدٌ أعارَتْهُ الحمامةُ طَوْقَهَا ... وكسَاهُ حُلَّةَ ريشهِ الطاووسُ

وكأنما تِلْكَ الْمِيَاه مدامة ... وَكَأن قيعان الديار كئوس ...

التَّاج

أول من فتحهَا من أَيدي النَّصَارَى عبد الله بن مُوسَى بن نُصير الَّذِي فتح أَبوهُ جَزِيرَة الأندلس وملكها فِي مُدَّة مُلُوك الطوائف مُجَاهِد العامريّ الَّذِي تقدّمت تَرْجَمته فِي مَدِينَة دَانية وَلما مَاتَ غلب عَلَيْهَا مَوْلَاهُ المرتضى أغلب وَكَانَ واليَه عَلَيْهَا ثمَّ مَاتَ فوليها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015