أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الْحَادِي عشر من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا مملكة تدمير وَهُوَ كتاب الْبرد الْمُطَرز فِي حلي قَرْيَة برزز قَرْيَة كَبِيرَة تزاحم المدن لَهَا بساتين وَمِنْهَا
كَاتب أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي يحيى بن أبي حَفْص صَاحب إشبيلية من شعره قَوْله ... أهاج إِلَيْكُم كلما التاح بارق ... ويتبعه مِنْ دَمْعِ مُقْلَتَيَّ القَطْرُ
وَذِكْرُكُمُ عِنْدِي مَدَى الدَّهْر قهوة ... يرنحني مِنْ صِرْفِهَا أَبَدَاً سُكْرُ
لَعَمْرُكَ مَا يَنْسَى المشوق دياره ... وَإِن بَعُدَتْ عَنْهُ فَمَا يَبْعُدُ الذِّكْرُ ...