عنوان من نثره من كتاب خَاطب بِهِ الْمَأْمُون بن ذِي النُّون صَاحب طليطلة
الآنَ عَادَ الشَّبَابُ خَيْرَ مَعَادِهِ وَابْيَضَّ الرَّجَاءُ بَعْدَ سوَاده وَترك الزَّمَان فضل عناية فَلِلَّهِ الشُّكْرُ المُرَدَّدْ بِإِحْسَانِهِ وَوَافَانِي أَيَّدَكَ اللهُ كِتَابٌ كَرِيمٌ كَمَا طَرَزَ البَدْرُ النَّهَرَ أَوْ كَمَا بَلَّلَ الغَيْثُ الزَّهَرَ وَطَوَّقَنِي طَوْقُ الحَمَامَةِ وَأَلْبَسَنِي ظِلَّ الغَمَامَةِ وَأَثْبَتَ لِي فَوْقَ النَّجْمِ مَنْزِلَةً وَأَرَانِي الخُطُوبَ نَائِيَةً عَنِي وَمُعْتَزِلَةْ فَوَضَعْتُهُ عَلَى رَأْسِي إِجْلالاً وَلَثَمْتُ كُلَّ سُطُورِهِ احْتِفَاءً واحتفالا
وَأَخذهَا مِنْهُ أَبُو بكر بن عمار وَزِير ابْن عباد وثار فِيهَا لنَفسِهِ وَقد ذكرت تَرْجَمته فِي جِهَة شلب
وثار فِيهَا على ابْن عمار
وَلم يزل يدبر أَمر مرسية إِلَى أَن ثار عَلَيْهِ بمعقل لورقة صَاحبهَا
فَملك مرسية باسم الْمُعْتَمد بن عباد وولاه ابْن عباد مملكتها وترجمته فِي القلائد وَمن ذكره فِيهَا عَامر أندية النشوة وطلاع ثنايا الصبوة