صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الثَّانِي
من الْكِتَابَيْنِ اللَّذين يشْتَمل عَلَيْهِمَا كتاب المملكة الباجية
وَهُوَ = كتاب الأقراط المكللة فِي حلى حصن مارتلة
من حصون باجة وَهُوَ معقل جليل كَانَ فِي أَيدي الْمُسلمين حِين كنت بالأندلس
مِنْهُ
سَار بإشبيلية فِي طَرِيق الزهادة وَكَانَ الْمُلُوك يزورونه وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِم وَله نثر ونظم فِي الزّهْد وَالْحكم مدون مَشْهُور وَمن نثره كل مَا يفنى مَاله من خف لِسَانه وَقدمه كثر ندمه التغافل عَن الْجَواب من فعل ذَوي الْأَلْبَاب من أَعْطَاك رفده فقد منحك وده ملك فُؤَادك من أفادك
وَمن نظمه قَوْله ... إِلَى كم أَقُول وَلَا أفعل ... وَكم ذَا أحوم وَلَا أنزل
وأزجر عَيْني فَلَا ترعوى ... وأنصح نَفسِي فَلَا تقبل ...