وَمن = كتاب السلوك فِي حلى الْمُلُوك
كَانَ من وزراء الدولة العامرية قديم الرِّئَاسَة مَوْصُوفا بالدهاء والسياسة وَلم يُغير أمرا توجبه المملكة حَتَّى إِنَّه بَقِي يُؤذن على بَاب مَسْجده وَلم يتَحَوَّل عَن دَاره وَأحسن تَرْتِيب الْجند فتمشت دولته وَكَانَ حرما يلجأ إِلَيْهِ كل خَائِف ومخلوع عَن ملكه إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة فولى بعده
وَنَشَأ لَهُ ولدان تنافسا فِي الرِّئَاسَة واضطربت بهما الدولة وَجَاء الْمَأْمُون ابْن ذِي النُّون محاصرا لقرطبة من طليلطلة فاستغاثا بالمعتمد بن عباد فَوجه لَهُم ابْنه الظافر بعسكر فأقلع الْمَأْمُون عَنْهُم فغدرهم