وَيَجِيءُ عَلَى مِفْعَلٍ، وَمِفْعَلَةٍ، وَمِفْعَالٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ فِيهَا كَالْمِثْقَبِ، وَالْمِكْسَحَةِ، وَالْمِصْفَاةِ، وَالْمِقْرَاضِ، وَالْمِفْتَاحِ وَأَمَّا نَحْوُ الْمُسْعُطِ، وَالْمُنْخُلِ، وَالْمُدْهُنِ فَغَيْرُ مَبْنِيٍّ عَلَى الْفِعْلِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

[الْبَابُ الثَّالِثُ فِي الْأَفْعَالِ الْغَيْرِ الْمُنْصَرِفَةِ وَمَا يَجْرِي مَجْرَى الْأَدَوَاتِ]

(الْبَابُ الثَّالِثُ فِي الْأَفْعَالِ الْغَيْرِ الْمُنْصَرِفَةِ وَمَا يَجْرِي مَجْرَى الْأَدَوَاتِ) (مِنْهَا فِعْلَا التَّعَجُّبِ) ، وَهُمَا مَا أَفْعَلَهُ، وَأَفْعِلْ بِهِ نَقُولُ: مَا أَكْرَمَ زَيْدًا، وَأَكْرِمْ بِزَيْدٍ، وَلَا يُبْنَيَانِ إلَّا مِنْ ثُلَاثِيٍّ لَيْسَ فِيهِ مَعْنَى لَوْنٍ أَوْ عَيْبٍ، وَيُتَوَصَّلُ إلَى التَّعَجُّبِ مِمَّا وَرَاءَ ذَلِكَ بِنَحْوِ أَشَدَّ، وَأَحْسَنَ، وَأَبْلَغَ تَقُولُ: مَا أَشَدَّ انْطِلَاقَهُ، وَمَا أَحْسَنَ اقْتِدَارَهُ، وَمَا أَبْلَغَ سُمْرَتَهُ، وَمَا أَقْبَحَ عَوَرَهُ (وَمِنْ الْمَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ) مَا أَشَدَّ مَا ضُرِبَ زَيْدٌ أَوْ ضَرْبَ زَيْدٍ، وَقَدْ شَذَّ مَا أَعْطَاهُ لِلْمَعْرُوفِ.

، (مَا أَشْبَهَاهَا فِعْلَا الْمَدْحِ، وَالذَّمِّ) وَهُمَا نِعْمَ، وَبِئْسَ يَدْخُلَانِ عَلَى اسْمَيْنِ مَرْفُوعَيْنِ يُسَمَّى الْأَوَّلُ الْفَاعِلَ، وَالثَّانِي الْمَخْصُوصَ بِالْمَدْحِ أَوْ الذَّمِّ، وَحَقُّ الْأَوَّلِ التَّعْرِيفُ فَاللَّامُ الْجِنْسِ، وَقَدْ يُضْمَرُ، وَيُفَسَّرُ بِنَكِرَةٍ مَنْصُوبَةٍ تَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ، وَبِئْسَ الرَّجُلُ عَمْرٌو، وَنِعْمَ رَجُلًا زَيْدٌ، وَمِنْهُ (فَنِعِمَّا هِيَ) ، وَقَدْ يُحْذَفُ الْمَخْصُوصُ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {نِعْمَ الْعَبْدُ} [ص: 30] ، {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [آل عمران: 162] .

، (وَأَفْعَالُ الْمُقَارَبَةِ) ، وَهِيَ عَسَى، وَكَادَ، وَكَرَبَ، وَأَوْشَكَ تَقُولُ: عَسَى زَيْدٌ أَنْ يَخْرُجَ بِمَعْنَى قَارَبَ زَيْدٌ الْخُرُوجَ، وَمِنْهُ عَسَى الْغُوَيْرُ أَبْؤُسَا كَأَنَّهَا لَمَّا تَخَيَّلَتْ آثَارَ الشَّرِّ مِنْ ذَلِكَ الْغَارِ قَالَتْ: قَارَبَ الْغُوَيْرُ الشِّدَّةَ، وَالشَّرَّ، وَعَنْ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِك كَانَ الْغُوَيْرُ، وَالْغَرَضُ أَنَّ عَسَى يَرْفَعُ، وَيَنْصِبُ كَمَا أَنَّ كَادَ كَذَلِكَ، وَيُقَالُ: عَسَى أَنْ يَخْرُجَ، (وَأَوْشَكَ) يُسْتَعْمَلُ اسْتِعْمَالَ عَسَى مَرَّةً، وَاسْتِعْمَالَ كَادَ أُخْرَى الْجَيِّدُ فِي كَرَبَ اسْتِعْمَالُ كَادَ.

(الْأَفْعَالُ النَّاقِصَةُ) : وَهِيَ كَانَ، وَصَارَ، وَأَصْبَحَ، وَأَمْسَى، وَأَضْحَى، وَظَلَّ، وَبَاتَ، وَمَا زَالَ، وَمَا بَرِحَ، وَمَا فَتِئَ، وَمَا انْفَكَّ، وَمَا دَامَ، وَلَيْسَ: تَرْفَعُ الِاسْمَ، وَتَنْصِبُ الْخَبَرَ تَقُولُ: كَانَ زَيْدٌ مُنْطَلِقًا، وَصَارَ زَيْدٌ غَنِيًّا، وَيَجُوزُ فِي هَذَا الْبَابِ تَقْدِيمُ الْخَبَرِ عَلَى الِاسْمِ تَقُولُ: كَانَ مُنْطَلِقًا زَيْدٌ، وَكَانَ فِي الدَّارِ زَيْدٌ، وَفِي التَّنْزِيلِ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015