و"إِذا" لِمَا يُستقبل، ولا تُضَافُ (?) إلَّا إلى الفِعلية، وفيها معنى الشَّرط غالبًا، وليسَ ذلِكَ في: "إِذْ" إلَّا إذا دَخَلَت عليها "ما" كقولِه:
إذْ مَا أتيتَ على الرسولِ فقل لهُ
وقولنا: "غالبًا" يخرجُ به ما إذا كانت متمحضة للتأقيت بأن كانت معرفةً، نحو: آتيكَ إذا طلع الفجر.
أو معاقبة لـ "إذْ"، نحو قوله تعالى: {وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ} [آل عمران: 156] التقدير: إذْ ضَربوا.
أو كان ما بَعدَها مُقدَّرًا بالحال، نحو قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} أي: غاشيًا ومُتَجَلِّيًا.
ولا يجزم بـ "إذا" -كان كان فيها معنى الشَّرط- كما وقعت "إذ" هُنا، و"إذا" المفاجأة، نحو قوله تعالى: {فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الروم: 48] "فإذَا" الأولى ظرفِية، والثانية مفاجأة.
ومَا جَزَمتُ به مِنْ كَوْن "إذَا" التي للمفاجأة ظرفُ زمان هو رأي الزَّجاج، واختاره الزَّمَخشري، وزَعَمَ أنَّ عامِلها فعل مُقَدَّر مشتق من لفظ المفاجأة، ورأى المبرِّد أنها ظرفُ مكان، واختاره ابن عصفور، وهي حرف عند الأخفش، واختاره ابن مالك (?).
وقولي "إذْ" ظرفُ زمان تعم الماضي، نحو قوله تعالى: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [التوبة: 40]. والمستقبل نحو: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)} [الزلزلة: 4].