فمن وجدت عنده أريقت عليه (?) للإجماع على إراقة الخمر، وحديث أبي سلمة (?) أنهم أراقوا ما كان عندهم (?)، ولأنه صلى الله عليه وسلم أمر بإراقتها (?)، فأما ظروفها فاختلف أصحابنا فقيل: يكسر جميعها وتشق تأديبًا له وردعًا عن أن يمسكها ثانية، لأنه صلى الله عليه وسلم أمر بإراقتها وشق ظروف الخمر التي كانت لليتيم (?)، وقيل: يشق منها ويكسر ما أفسدته الخمر ونجسته مما لا ينتفع به إلا في الخمر، وما عدى ذلك من الظروف التي إذا غسلت زال عنها الخمر جملة فلا تشق لأنه لا فائدة في ذلك أكثر من إضاعة المال، وذلك منهي عنه.
فصل [3 - الخمر إذا تخللت]:
ومن عصى بإمساك الخمر حتى تخللت ولم يرقها جاز له أكلها ولا خلاف في ذلك (?)، وإن تعمد تخليلها كره له ذلك وجاز له أهلها (?)، (هذه الرواية الظاهرة، وعنه رواية أخرى أنه لا يجوز أكلها) (?) تغليظًا، وقول الشافعي: أنه لا يجوز أكلها إذا خللت لبقائها على النجاسة، ودليلنا للرواية الظاهرة: أن التنجيس والحظر إنما كان لأجل الشدة فإذا زالت (?) وجب زوالها، لأن الحكم يجب زواله بزوال علته، وإن شئت أن ترده إلى أصل، قلت: كما لو انقلبت