110 - وقوله - صلى الله عليه وسلم - فِي أهْل الجَنَّةِ: "مَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَين أنْ يَنْظُرُوا إلَى رَبِّهِمْ إلاَّ رِدَاءُ الكِبْرِيَاء عَلَى وَجْهِهِ" (ص 163).
قال الشيخ -وفقه الله-: كان - صلى الله عليه وسلم - يخاطب العرب بما تفهم ويخرج لهم الأشياء إلى الحس حتى يقرب تناولهم لها، فعبر عن زوال المانع ورفعه عن الأبصار بذلك.
111 - وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ تُضَارُّونَ فِي القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَهَلْ تَضَارُّونَ في الشَّمْسِ ليس دُونَهَا حِجَاب؟ " وفي الحديث الآخر: "هَلْ تضامون؟ " (ص 164).
قال الشيخ: فيه رد على المعتزلة في إحالتهم رؤية الباري سبحانه، ويروى (بتشديد الراء وبتخفيفها) فالتخفيف مأخوذ من الضير، والأصل فيه تُضْيَرُون، والمعنى: لا يخالف بعضكم بعضا ولا تتنازعون، يقال: ضاره يضيره ويضوره، وأما تضارُّون (بالتشديد) فمعناه ومعنى التخفيف واحد فيكون على معنى لا تضارِرون (?) أحدا، وتسكن الراء الأولى وتدغم في التي بعدها، ويحذف المفعول لبيان معناه. ويجوز أن يكون على معنى (?) لا تضارَرُون (?) بفتح الراء الأولى، أي لا تنازعون ولا تجادلون فتكونوا (?) أحزابا يضر (?) بعضكم بعضا في الجدل، ويقال (?):