قال الشيخ -وفقه الله-: لاَ حُجَّةَ فِيهِ لِمَنْ يَقُول إن العَاصيَ خرجَ مِن الإِيمان، لأنه يحتمل أن يكون أراد من فعل ذلك مستحلاً له، أو ليْس منا بمعنى: ليس بمتبع هدينا ولا سنتنا، كما يقول القائل لولده: لست مني، إذا سلك غير أسلوبه (?).
60 - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن لَعَنَ مُؤْمِنًا فَكَأنَّمَا قَتَلَهُ" (?) (ص 104).
قال الشيخ -وفقه الله-: الظاهر من الحديث التشبيه في الإِثم وهو تشبيه واقع لأن اللعنة قطع عن الرحمة والموت قطع عن التصرف.
61 - قوله في الحديث: "مَا أجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ (?) مَا أجْزَأ فُلاَنٌ" (ص 106)
قال الشيخ -وفقه الله-: قال الهروى في قوله عليه السلام: "لاَ تَجْزِي عَنْ أحَدٍ بَعْدَكَ" (?) أي لا تقضي. يقال: جَزَى عَنِّي بغير همز ومعنى قولهمْ (?): جزاه الله عني خيراً، أي قضاه الله ما أسلف فإذا كان بمعنى الكفاية قلت: جَزَأ عني مَهْمُوزًا وأجزأ. قال أبو عبيد ويقال: جَزأْت (?) بالشيء، واجتَزَأْت وَتَجَزَّأْت وتجزات أي اكتفيت به. وأنشد: [الوافر]
فَإنَّ اللُّؤْمَ فِي الأقْوَامِ عَارٌ ... وَإنَّ المَرْءَ يُجْزأُ بِالكُرَاعِ