والوجه الثاني: أن يكون خرج مخرج المقابلة للفظ (?) الأول، لأنه قال في أوله: "ما حق الله على العباد؟ ". ولا شك أن لله على عباده (?) حقاً فاتبع اللفظ الثاني الأول كما قال تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} (?) وقال تعالى: {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} (?).

32 - وأما قوله في الحديث: "وَأخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأثُّمًا" (ص 61).

قال الهروي في تفسير غير هذا الحديث: تأثم الرجل، إذا فعل فعلاً يخرج به من الاثم. وكذلك تحنث، ألقى الحنث عن نفسه، وتحرج ألقى الحرج عن نفسه. قال الشيخ: والأظهر عندي أنه لم يرد في هذا الحديث هذا المعنى (?) لأن في سياقه ما يدل على خلافه.

33 - قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن الدُّخْشُم (?): "ألَيْسَ يَشْهَدُ أَنَّهُ (?) لاَ إلَهَ إلاَّ الله وأنِّي رَسُولُ الله؟ فَقَالُوا: إنَّهُ يَقُولُ ذَلِكَ وَمَا هو فِي قَلْبِهِ.

فَقَال - صلى الله عليه وسلم - (?) لاَ يَشْهَدُ أحَدٌ أنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله وَأنِّي رَسُولُ الله فَيَدْخُلَ النَّار"، الحديث (ص 61).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015