فإنّ هذه اللّفظة تفيد قريبا من معنى الأول وهي بمعنى النْشاط والسّرعة من قولهم أرِن المُهْر يَأرَنُ وقال بعض أهل اللّغة صوابه أن يكون مهموزا.

وقوله: "أوابد كأوابد الوحش".

فإنّ الأوابد التّي تأبدت أي توحّشت ونفرت من الإنس وقد أبِدَت تَأبِد وتأبُد وتأبَّدت الدّيار توحّشت وخلت من قطانها ومنه قولهم جاء بأبدة أي بكلمة أو بخصلة يُنفر منها ويستوحش قال ابن الأنباري: وقد أبَدَ الشّاعر إذا أتى بالعويص في شعره ومالا يكاد يعرف معناه، وهي أمثال موبدة إذا كانت وحشيّة معتاصة على المخرج بها والباعث عنها.

929 - وأمّا قوله: "تُذكّى باللّيط" (ص 1559).

قال عيسى اللِّيطة فلقة القصبة والشطير فلقة العصا والظُرَر فلقة الحَجر فكلّ ما ذبح به من هذا فلا بأس به إذا قطع الأوداج والحلقوم قال: والشظاظ عود محدّد الطّرف، والذّكاة به جائزة في حال الضرورة.

930 - وأمّا قوله: "وهَصنَاه" (ص 1559).

فإنّ في الحديث "إلاَّ وَهَصه الله إلى الأرض" قال بعض أهل اللّغة: أي حطَّه ودقَّه يقال: وهصت الشيء ووقصته ووطسته ومنه الحديث "أنّ آدم عليه السّلام حين أُهبط من الجنّة وهصه الله إلى الأرض" قال أبو حمزة رُمي رَميًا عَنِيفُاً وكلّ من وضع قدمه على شيء فشدخه فقد وهصه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015