وَكَانَ مَعْمَرٌ يُحَدِّثُ حِفْظًا فَيُحَرِّفُ، وَكَانَ أَطْلَبَهُمْ لِلْعِلْمِ. قِيلَ لَهُ: فَمَا رَوَى عَنْ ثَابِتٍ [1] ؟ فقال: ما أحسن حديثه! ثم قال: حماد بْنُ سَلَمَةَ أَحَبُّ إِليَّ، لَيْسَ أَحَدٌ أَثْبَتَ فِي ثَابِتٍ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ آتِيهِ فَأَقُولُ هَذَا قَاصٌّ فَأَقْلِبُ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ، فَأَقُولُ: كَيْفَ هُوَ هَذَا. فَيَقُولُ:
لَا هو عَنْ فُلَانٍ.
قَالَ أَبُو طَالِبٍ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَمَالِكٌ أثبت في حديث الزهري من جميع من روى عنه في قلة ما روى سفيان [2] فخطئ في خمسة عشر حديثا من حديث الزهري، ومعمر أثبت من سفيان. وَقَالَ: ما صَحَّ مِنْ سَمَاعِ هُشَيْمٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ يَقُولُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، وَالْحَدِيثُ الطَّوِيلُ حديث الرحم وحديث صفية وحديث المجادلة [3] وحديث ابن عمر «مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ» وَمَا كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ يَقُولُ لَا أَدْرِي مِنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ سَمِعْتُهُ أَوِ الزُّهْرِيِّ. قُلْتُ: يَقُولُونَ إِنَّ شُعْبَةَ رَضِيَ بِكِتَابِهِ؟ قَالَ:
لَا، لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ إِنَّمَا سَمِعَ بِالْمَوْسِمِ فَنَسِيَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قال: سمعت ابا عبد الله يقول:
يَقُولُ: سَمِعْتُ غُنْدَرٍ يَقُولُ: لَزِمْتُ شُعْبَةَ عِشْرِينَ سنة لم اكتب فيها عن حد غيره.