رَأَيْتُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ كَأَنِّي أَسْقِي فَسِيلَةً أَصُبُّ الْمَاءَ فِي أَصْلِهَا فَتَأَوَّلْتُ رُؤْيَايَ عَلَى هذا الغلام حين سألني» [1] .
(55 أ) قَالَ: وَكَانَ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخْوَالِ وَلَدِهِ نِزَاعٌ فَتَحَوَّلَ عَنْهُمْ، وَمَشَى إِلَيْهِ قَوْمٌ كُنْتُ فِيهِمْ، فَكَلَّمُوهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ فَلَا يَكُونُ مَسَبَّةً عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمْ فَقَالَ فِيمَا قَالَ، وَقَالُوا إِنَّكَ بَخِيلٌ، وَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ شَيْخٌ بَخِيلٌ رَأْسُ مَالِهِ ثَلَاثُمِائَةِ دِرْهَمٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ هَدِيَّةَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ [2] يَذْكُرُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ:
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَعْيَانِي حَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. قُلْتُ لِأَبِي عُمَرَ [3] الضَّرِيرِ:
حَفِظْتَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: انْتَهَيْنَا مَعَ أَنَسٍ فَمَرَّ بِحَوْضٍ فَنَامَ عَلَى بَطْنِهِ فَكَرَعَ فِيهِ؟ فَقَالَ لِي: هَذَا بَاطِلٌ، لَيْسَ مِنْ ذَا شَيْءٍ. فَقُلْتُ: بَلَى حَدِّثُونَا عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ حَمَّادٍ. فَقَالَ: لَا أَدْرِي مَا هَذَا. ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ أَتْعَبَكُمُ ابْنُ الْمُبَارَكِ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا شَرِيكِ بْنِ خَلَفٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَدْمَةً فَقَالَ: مُرَّ بِنَا إِلَى أَبِي عُمَرَ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ وَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ بابي عمر؟
قال: هو راوي عَنْهُ وَيَذْكُرُ عَلَيْنَا مِنْ حَدِيثِ حَمَّادٍ الشَيْءَ الْكَثِيرَ مِمَّا لَا نَعْرِفُهُ وَلَمْ نَكْتُبْهُ عَنْ أَصْحَابِ حَمَّادٍ، فَمُرَّ بِنَا إِلَيْهِ نَطْرَحُ عَلَيْهِ لعلنا نجده عنده [4] (ق 57 أ) .