رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: مَا أَكْمَلَ مُرُوءَةَ أَبِيكَ، سَمَرْتُ عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَعَشَى السِّرَاجُ، فَقَالَ لِي: مَا تَرَى السِّرَاجَ قَدْ عَشَى. قُلْتُ: بَلَى. قَالَ- وَإِلَى جَانِبِهِ وَصِيفٌ رَاقِدٌ- قَالَ قُلْتُ: أُنَبِّهُهُ؟ قَالَ: لَا، دَعْهُ يَرْقُدُ.
قُلْتُ: أَفَلَا أَقُومُ أَنَا؟ قَالَ: لَا، لَيْسَ مِنْ مُرُوءَةِ الرَّجُلِ اسْتِخْدَامُ ضَيْفِهِ.
قَالَ: فَوَضَعَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى بَطَّةِ زَيْتٍ مُعَلَّقَةٍ فَأَخَذَهَا فَأَصْلَحَ السِّرَاجَ، ثُمَّ رَدَّهَا فَوَضَعَهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ، قَالَ: قُمْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَرَجَعْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ» [1] .
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا ضمرة عن السري بن يحي عَنْ رِيَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا يُمَاشِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ جَافٍ. قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ قُلْتُ: مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدِكَ آنِفًا؟
قَالَ: وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا رِيَاحُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. مَا أَحْسَبُكَ إِلَّا رَجُلًا صَالِحًا.
قَالَ: ذَاكَ أَخِي الْخَضِرُ بَشَّرَنِي أَنِّي سَأَلِي وَأَعْدِلُ» [2] .
حَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْرٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ لِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَكْمَلَ مُرُوءَةً مِنْ أَبِيكَ، سَمَرْتُ مَعَهُ ذات ليلة