عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ [1] عَنْ شَيْءٍ فَيُحَدِّثُهُمْ بِهِ.
حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الْحَسَنَ قَالَ فِيهَا كَذَا وَكَذَا فقال: احتوشه نساجو أهل العراق فأفسدوه.
حدثني ابن بكير قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى طَارِقٍ [2] فَقَالَ طَارِقٌ: لَأُرْسِلَنَّ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَإِمَّا أَنْ يُبَايِعَ وَإِمَّا أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ. قَالَ فَانْصَرَفَ وَمَرَّ بِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرحمن فأخبره، فذهبا الى سعيد بن المسيب فقالا لَهُ: تُبَايِعُ؟ قَالَ: لَا أَلْعَبُ بِدِينِي كَمَا [3] لَعِبْتُمَا بِدِينِكُمَا. قَالا لَهُ: فَاخْرُجْ إِلَى الْبَادِيَةِ لَعَلَّهُ يَنْسَاكَ. فَقَالَ: لَا. فَقَالَا:
فَتَجْلِسُ فِي بيتك. فقال: أسمع المنادي يدعو الى الفلاح فَمَا أُجِيبُهُ! قَالُوا:
فَتَحَوَّلْ عَنْ مَوْضِعِكَ فَإِنَّهُ مُقَابِلٌ لَهُ فَإِذَا خَرَجَ رَآكَ. قَالَ: أَتَحَوَّلُ لِمَكَانٍ غَيْرِهِ [4] هَذَا مَوْضِعٌ نَحْنُ نَجْلِسُ فِيهِ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. فَلَمَّا خَرَجَ طَارِقٌ تَبِعَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ فَقَالَ لَهُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فِيمَا فَعَلْتَ وَخَاصَّةً فِي شَيْخِنَا سَعِيدٍ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا ذَكَرْتُهُ وَقَالَ: [وَمَا] [5] انْفَلَتَ مِنِّي إِلَّا لِنِسْيَانٍ.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو الطَّاهِرِ وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالُوا: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك عن ابْنِ شِهَابٍ أنَّهُ كَانَ يُجَالِسُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ وَكَانَ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْأَنْسَابَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، فَسَأَلَهُ يَوْمًا عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ هَذَا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيب.