حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَسُئِلَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ [أَبِي] [1] حَازِمٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ؟ فَقَالَ: الدراوَرْديّ مَعْرُوفٌ بِالْحَدِيثِ وَالطَّلَبِ وَإِذَا مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ صَحِيحٌ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ أَوْهَمَ، وَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى النَّاسِ مِنْ كُتُبِهِمْ فَكَانَ يُخْطِئُ، وَرُبَّمَا قَلَبَ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ يَرْوِيهَا عَنْ عبيد الله بن عمر، قيل له: لعل قد رَوَاهَا عُبَيْدُ اللَّهِ؟
قَالَ: عُبَيْدُ اللَّهِ كَانَ أَثْبَتَ مِنْ ذَلِكَ. وَإِذَا قَرَأَ فِي كِتَابِهِ كَانَ صَحِيحًا. وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ بِطَلَبِ الْحَدِيثِ إِلَّا كُتُبَ أَبِيهِ وَكَانَ رَجُلًا يَتَفَقَّهُ، يُقَالُ لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ مَالِكٍ أَفْقَهُ مِنْهُ. وَيُقَالُ إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ بِلَالٍ أَوْصَى إِلَيْهِ فَوَقَعَتْ كُتُبُ سُلَيْمَانَ إِلَيْهِ وَلَمْ يَسْمَعْهَا، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَقْوَامٍ لَمْ يُعْرَفْ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُمْ وَلَا كَادَ يَعْرِفُ بِطَلَبِ الْحَدِيثِ إِلَّا كُتُبَ أَبِيهِ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ سَمِعَهَا.
والدراوَرْديّ هُوَ مِنْ قَرْيَةٍ بِالْأَهْوَازِ. وَكَانَ يَعْقُوبُ الْمَاجِشُونُ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ وَكَانَ إِذَا سَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ قَالَ: شُونِي شُونِي فَسُمِّيَ الْمَاجِشُونَ [2] . قَالَ [3] : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، هُوَ يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ وَهَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَخُوهُ. وَعَبْدُ الْعَزِيزِ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ لَهُ لِسَانٌ عَلَى مَالِكٍ. قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ كَانَ يُعْمَلُ بِمَالِكٍ وَكَانَ فَقِيهًا وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ قَالَ: إِنَّمَا نَحْنُ نُفْتِي!!.
قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؟ فَقَالَ: أَخُوهُ أَثْبَتُ. يَعْنِي عبد الله بن زيد بن أسلم.