والملل لم تَرَ أوسع من نحلته وَلَا أرفع من درايته برز فِي كل فن على أَبنَاء جنسه، لم تَرَ عَيْني مثله وَلَا رَأَتْ عينه مثل نَفسه.
قلت قد سجن غير مرّة ليفتر عَنْ خُصُومِهِ وَيُقْصِرَ عَنْ بَسْطِ لِسَانِهِ وَقَلَمِهِ وَهُوَ لَا يَرْجِعُ وَلَا يَلْوِي عَلَى نَاصِحٍ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ مُعْتَقَلًا بِقَلْعَةِ دِمَشْقَ فِي الْعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ.
وَشَيَّعَهُ أُمَمٌ لَا يُحْصَوْنَ إِلَى مَقْبَرَةِ الصُّوفِيَّةِ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَرَحِمَهُ آمِينَ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ الْحَافِظُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَرَحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَلِيِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْإِمَامُ، وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَسَّانَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ غَالِبٍ، وَجِبْرِيلُ الْفَقِيهُ، وَعِدَّةٌ، قَالُوا: أَنَا ابْنُ الدَّائِمِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ كُلَيْبٍ، وَأَنْبَأَنِي عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلَامَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، وَالْخَضْرُ بْنُ حَمْوَيْهِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ بَيَانٍ أَخْبَرَهُمْ , قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا ابْنُ عَرَفَةَ، نَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُوسَى الْجَبَنِيِّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَمْنَعُ أَحَدَكُمْ أَنْ يُكَبِّرَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا , وَيُسَبِّحَ عَشْرًا , وَيَحْمَدْ عَشْرًا، فَذَلِكَ فِي خَمْسِ صَلَوَاتٍ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ , وَحَمَدَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ , وَسَبَّحَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتِلْكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ» ، ثُمَّ قَالَ: «فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي