لأهل مكة؛ ومن العجب في أمرهم أنهم لا يبيعون من جميع ذلك بدينار ولا بدرهم، وإنما يبيعونه بالخِرَق والعباءات والشِّمَل" (?).
وقد تكون العباء ثيابًا للزاهدين والمتصوفة؛ لأنها غالبًا ما تتخذ من المتصوف الغليظ، فيحدثنا ابن بطوطة عن الشيخ قوام الدين الكرمانى كبير الشافعية في مصر؛ بأنه كان يُفتى في المذاهب؛ ولباسه عباءة صوف خشنة، وعمامة صوف سوداء (?).
ويحدِّثنا أيضًا عن أحد المتصوفة بالهند: وكانت بين يديه عباءة من صوف الجمال مطروحة، فقبلتها بيدى فدفعها لي" (?).
وقد تكون العباءة ثيابًا للأمراء؛ وتكون في هذه الحالة من الجوخ الأحمر أو الأخضر أو من الألوان الأخرى مقصبة بالذهب والفضة من جهة الأكتاف ومطرزة بأزهار؛ والعرى والأزرار من الجهة الإمامية، وتخيَّط لفقين من الجوخ؛ ثم يُشق المقدَّم ليوضع على الكتف؛ بعد تقوير الموضع الذي يدور على الرقبة، وتُترك فتحتان في الزوايا لإمرار الزراعين؛ وهذا الثوب معمول بصورة خاصة ليُلبس وقت ركوب الخيل (?).
والعباءات عند العرب على أنواع مختلفة، فمنها ما هو من حرير خالص، ومنها ما هو من صوف خشن؛ وبعض العرب يفضلها بنية اللون، وآخرون يفضلونها بيضاء، وطائفة أخرى تفضلها مخططة، وفي الحجاز يفضلونها بيضاء مطرزة بالذهب وبخيوط مختلفة الألوان، أو صفراء على شكل مثلثين كبيرين تعلوهما أشرطة عريضة، وأشكال أخرى تحت الكتفين وعلى جانبى الظهر.
ويُحدَّد فوق الكتفين والصدر بنسيج بديع من خليط حرير وقطن. ويُربط