سعيد الأفغاني

سعيد بن محمد بن أحمد الأفغاني الأصل

ولد عام (1327) للهجرة الموافق 1909م، نحوي بحاثة. ولد بدمشق لوالد جاء من كشمير وتزوج دمشقية، نشأ يتيم الأم، وتعلم في بعض مدارس بلدته، وحضر حلقات علمائها، وتردد على مجالس القراء، وانتسب لمدرسة الأدب العليا (نواة كلية الآداب) بدمشق، وتخرج بها، فعين في سلك التعليم، فخدم عشرين سنة، ثم انتدب للتدريس بالمعهد العالي للمعلمين فكلية الآداب عشرين سنة أخرى، ويُعد من بُناتها، وتولى خلال ذلك عمادة الكلية المذكورة ورئاسة قسم اللغة العربية فيها. وانتخب عضواً في مجمعي القاهرة وبغداد. ولما أحيل على التقاعد درّس في جامعات لبنان وليبيا والسعودية والأردن، ثم عاد إلى دمشق مكباً على المطالعة والكتابة حتى آخر عمره. اشتهر بين أساتذة الجامعة شهرة كبيرة، وعرف بحزمه وشدته على الطلاب، والجرأة في قول الحق، والاعتداد بالنفس والاستقامة والعفة والوفاء والصراحة إلى حد يتجاوز المجاملة، وكان له أثره العلمي في الطلاب الذين خرجهم وتسلموا التدريس في ثانويات سورية وغيرها، وكان مهاباً محبوباً في وقت واحد، صاحب نكتة مُرّة. من مؤلفاته:

- معاوية في الأساطير

- نظرات في اللغة عند ابن حزم

- الموجز في قواعد اللغة العربية وشواهدها

- حاضر اللغة العربية في الشام والقاهرة

- أسواق العرب في الجاهلية والإسلام

- في أصول النحو

- الإسلام والمرأة

- من تاريخ النحو

- ابن حزم ورسالة المفاضلة بين الصحابة

- عائشة والسياسة

- مذكرات في قواعد اللغة العربية

ومن كتبه التي حققها:

- الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ((للزركشي))

- المفاضلة بين الصحابة ((للزركشي))

- الإغراب في جدل الإعراب ((للرماني))

- لمع الأدلة ((للأنباري))

- تاريخ داريا ((للخولاني))

- سير أعلام النبلاء ((للذهبي جزآن، أحدهما بترجمة عائشة رضي الله عنها، والآخر بترجمة ابن حزم))

- إبطال القياس والرأي والاستحسان ((لابن حزم))

- الإفصاح في شرح أبيات مشكلة الإعراب ((للفارقي))

- الحجة في القراءات السبع ((لابن زنجلة))

وله تقرير عن أغلاط المنجد، وراجع كتاب مغني اللبيب ((لابن هشام))

توفي عام 1417 للهجرة الموافق 1997 للميلاد في مكة المكرمة ودفن بها رحمه الله تعالى.

مصادر دراسة الأستاذ سعيد الأفغاني

ملاحظة: هذه النبذة عن المؤلف مستقاة من كتاب (إتمام الأعلام) للدكتور نزار أباظة والأستاذ محمد رياض المالح ولمزيد من المعلومات عن المؤلف يمكن الرجوع إلى كتاب (سعيد الأفغاني - حامل لواء العربية وأستاذ أساتذتها) من تأليف الدكتور مازن المبارك

مصادر دراسة الأستاذ سعيد الأفغاني (1)

يوسف عبد الله الجوارنة

المقدّمة

يهدف هذا البحث إلى الوقوف على حياة الأستاذ سعيد الأفغاني وآثاره، ومحاولة استقصائها وإحصائها؛ فقد تشعّب بحثًا وانفلت من قيود الزّمان والمكان، يطوّف في أرجاء الحضارة العربية والإسلامية، بما فيها من آفاق واسعة وميادين رحبة في البحث والتأليف، لا يخرج عن إطار مقوّماتها ودعائمها: اللغة والدّين والتاريخ.

وحدا بي إلى هذا العمل المتواضع تُجاه شخصيّة نادرة المثال، متشعّبة النّتاج، رصينة الأخلاق- إحساسٌ خالجني أنّ سعيدًا رحمه الله عَلمٌ بحاجة أن يكون ميدانًا للدّرس والبحث العلميّ، فحاولت الرّجوع إلى ما توافر بين يديّ من مجلاّت تبيّن لي أنّه كان يكتب فيها، لاستخراج موادّه البحثيّة والإشارة إليها، حتّى تكون سهلة ميسورة للباحثين، فجمعت معظمها، ولم أوفّق في الوصول إلى بعضها.

وجعلت عملي هذا في جزأين: الجزء الأوّل تناول سيرته وحياته: ميلاده ونشأته، وحياته العمليّة، والمجامع اللغويّة التي كان عضوًا فيها، والمجلاّت التي كتب فيها، والمؤتمرات التي شارك بها، وصفاته وأخلاقه كما تبيّنتها في كتابات تلاميذه، وأخيرًا وفاته. أمّا الجزء الثاني فقد خصّصته لأعماله وآثاره، فجاء في سبعة أقسام: المؤلّفات، والكتب التي عُنِي بتحقيقها، والبحوث، والمقالات، والمداخلات، والمحاضرات، والقراءات (قراءاته للكتب وتعليقه عليها) .

واتّبعت في هذا كلّه منهجًا تاريخيًّا ووصفيّاً، مستنيرًا بما ورد في آثاره من إشارات متّصلة بحياته وأعماله، وبما ثقفته في كتابات تلاميذه خصوصًا الملحق الشّهري الذي يصدر عن جريدة الأسبوع الأدبي، التي يصدرها اتّحاد كتّاب العرب في دمشق عن الأستاذ سعيد الأفغاني، أو ما كُتب عنه بعد وفاته رحمه الله - ورتّبت موادّ الجزء الثاني (الجزء المهم من البحث) ترتيبًا زمنيًّا بحسب ورودها في المجلاّت كلّ قسم على حدة.

وأشير إلى أنّ ما واجهني من صعوبات في هذا البحث، هو عدم قدرتي في الوصول إلى بعض كتاباته، خصوصًا ما نشرَه في مجلّة رابطة العالم الإسلامي العراقيّة وغيرها من موادّ أخرى أشرت إليها بداية الجزء الثاني، وبعض كتبه المؤلّفة والمحقّقة مثل: الإسلام والمرأة، وعائشة والسّياسة، والإفصاح للفارقي، وملخّص إبطال القياس لابن حزم.

ولا أنسى أنْ أقدّم شكري وتقديري لكلّ من قدّم يدَ العون والمساعدة لإخراج هذا البحث على وجهه الأكمل، ولا سيّما أخي وزميلي الأستاذ (محمّد فرحان الطّرابلسي) ، الذي تفضّل بقراءة البحث، وكانت له ملحوظات مهمّة وقيّمة أفدت منها.

وما توصّلت إليه أرجو أنْ أكون قد وُفّقت فيه وبما نثرته عن حياة الأفغاني وسيرته، فإنْ كان كذلك فلله الحمد والمنّة، وإنْ كانت الأخرى فعذري أنّني اجتهدت، وبالله العون وعليه التّكلان.

بين يدي البحث

شاءت إرادة الله أن تكون (العربيّة) لغةَ القرآن الكريم، الكتابِ الذي جاء معجزة دالّة أعجزت أمّة اشتهرت بفصاحتها وبيانها، أن يأتوا بمثله "ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا ".

كان القرآن يمثّل شِرْعة المسلمين ومنهج حياتهم، ليكون والعربيّةَ أداتين فاعلتين من أدوات العالِم المجتهد، وليزيلا معًا الفوارق بين الأجناس البشريّة، فما كانت العربيّة يومًا حكرًا على العرب وحدهم، وما كان الدّين يومًا ممّا اختصّ به العرب عامّة وعلماؤهم خاصّة.. بل إنّ العربيّة لسانٌ من تكلّم به فهو عربيّ: "ألا إنّ العربيّة اللسان، فمن تكلّم العربية فهو عربيّ"، وليس من عجب أن ترى دهاقنة العربيّة وأساطين علوم الدين من غير العرب أرومة، وإنْ دلّ فإنّما يدلّ على شمولية الإسلام وعالميّة اللغة، التي كانت في زمان غابر لغة الحضارة والفكر.

وإنْ أنسَ لا أنسى أنّني على عتبة عَلَمٍ من أعلام العربية في العصر الحديث، ممّن دأبوا في استظهارها بصبرٍ وأناة، وجدّ وإخلاص، بعيدًا عن أرْوِقة الدّعاية ودهاليز التزلّف والخيلاء، فارتضى لنفسه أنْ يعيش حياة ما اعتادها الناس، وليست هي إلاّ لنفر ترفّع عن المظاهر وسفساف الأمور، ليكون حيث الرّفعةُ والسّموق في رحاب التراث العظيم، إنّه العلاّمة الثّبت (سعيد الأفغاني) عالم العربيّة والنّحو العربيّ في بلاد الشّام.

هو من غير العرب أرومة، و "كان أبوه على صلاحه وتقواه لا يحسن العربيّة"، وليس ذلك أمرًا غريبًا؛ لأنّ الشّواهد في تراثنا العربيّ والإسلاميّ على هذه الظاهرة كثيرة جدًّا، وأمثّل لها بالقرّاء العشرة؛ فثمانية منهم هم من غير أرومة العرب، وقس على ذلك في كلّ العلوم العربيّة الإنسانيّة والتّجريبيّة على السّواء، وهي ظاهرة جديرة بالاهتمام والدّراسة.

كان رحمه الله وغيره من الأعلام في النصف الأول من القرن الماضي (العشرين) ، كانوا يشكّلون ظواهر يستغرب لها أنصاف المتعلمين اليوم، ممن لا يزيد علمهم على مجموعة محفوظات لقنوها في كراريس، ظنوا بها أنهم حازوا سبقًا كبيرًا يدفعهم للصّدارة والخطابة والفتوى، فكيف بهم إذا كان لهم نبوغ العقاد، أو الرّافعي، أو محمود شاكر، أو سعيد الأفغاني، أو النفّاخ، أو ... الخ؟؟.

والعجب أنك إذا سألت أحدهم عن واحد من هؤلاء القمم الشوامخ، تنطّع لك بإجابة باهتة كأنه في المنام يهذي أو في المقهى مخمور.. من هذا ومن ذاك؟ لا أظنه يرقى أن يُدرس أو أن تكون فيه رسالة، وهو ليست له بضاعة.

ما بضاعتكم إلى بضاعتهم وأنتم من يحملون اليوم أعلى الشهادات العلمية لم تكن لهم؟ وتتصدّرون هيئات ومؤسسات، ولكم فيها مخصّصات وامتيازات ورثتموها كابرًا عن كابر، وتشيحون بوجوهكم مصعّرين إذا ذكر أحد منهم بخير أو قرّظ وأثني عليه ...

والأفغاني واحد من أولئك الدين أحبّوا أن يقوموا للتراث بدأب وصمت وإخلاص، تدفعهم إليه أصالة المنبت وصدق الانتماء، والبعد عن الكِبْر والجاه، ويقينٌ في العودة إلى الله، كأنه يعيد إلى الذاكرة ذلك الجيل الذي حمل دعوة الإسلام في الخافقين، لا يحدوه في ذلك سوى حسن الختام واللحاق بالنبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا، لأن العظماء يتعالون عن صغائر الأمور ومحقّراتها، ولا تصلح لهم إلا العظائم، وهي لا تصلح إلا بهم.

لا ننكر اليوم أنّنا نمرّ بأزمات، أزمة فكر، وأزمة أخلاق، وأزمة ضمير، وأزمة هويّة، ... بصرف النظر عن مشاربنا وتعدّد مذاهبنا، واختلاف اتّجاهاتنا. ولعلّ أزمة الفكر والثقافة واحدة من تلك الأزمات المتراحبة التي تمرّ بها الأمم والشّعوب، وهي أزمة لها هيئاتها ومنظّروها وتتّصل بحركة الأمم وتطوّر مجتمعاتها وانحطاطها؛ فالفكرُ، وسبيله العلم، عزٌّ ترنو النّفوس إليه، وتتصارع الدّول النابضة بالحياة والحافظة للجميل، أن تكون في عداده؛ فكلّ عزّ لا يوطّد بعلم فإلى ذلّ يؤول.

استرعت انتباهي عبارة قرأتها ولا أعرف قائلها: إنّ في أيّامنا هذه أناسًا يتساقطون على أرصفة الفكر. وتساءلت يومها: ما أرصفة الفكر؟ وهل للفكر أرصفة؟ ومن أولئك الذين يتساقطون على أرصفته؟ وتمنّيت لو أنّ أحدنا يفعل ما فعل ابن شهيد الأندلسي في رسالته الأدبية (التّوابع والزّوابع) ، فيصحب معه تابعًا يعرّج به على طائفة من العلماء والمفكّرين، يحاكيهم ويناكفهم في قضيّة الثقافة والفكر، فقد غدت اليوم في قفص الاتهام في الأقبية في غياهب السّجون.

إذا كان الطّريق الواسع المتراحب، له رصيف تعود قيمته وأهميته إلى بيان حدود الطرق وإعطائها صفة جمالية، وإذا كان الرّصيف لطيفًا جميلاً، فمن باب أولى أن يكون الشّارع كذلك.

أما العلم، فهو ضالّة الناس ينشدونها، إنْ أحسنوا التعامل معها، من حيث الدّخول في مقدّماتها والصّبر على غلوائها؛ لأنّ العلم مهيع لا يقطعه إلا رجل ذو صبر وجلد، وخفر وحياء، وفكر ورويّة. لذلك، فهي بالنسبة للناس كالماء للظمآن يطلبه حثيثًا، وما مقدّمات العلم والفكر إلا تلكم الأرصفة، التي يتزاحم الناس عليها ... فلا عجب إذن أن يكون للفكر أرصفة، ليست للعلماء والمفكرين بل للشّادين والمبتدئين، الذين يدّعون علمًا لا يزيد على مجموعة ذخائر اقتنصوها من هنا وهناك.

إنّ الشّدائد عادة تفرز الغثّ من السّمين، والمنتمي من اللامنتمي، ومجاهدَ الفكرة من دعيِّها، ولا تكون ثمّة أزمات إلا في شدائد، ولا تكون محكّات إلا في نكبات، ولا تكون أشواك إلا في صعاب المسالك ... من هنا، فليس من عجب أن يتساقط الناس على الأرصفة، إذا كان هذا حال العلماء يتساقطون ويتهاوون، علماءِ المناصب والأزياء، والأوسمة والشّهادات.

يعيش الفكر أزمة الكلمة والنّموذج، فنماذج الفكر اليوم وأدعياؤه يَقذِفون بكلماتهم باردةً باهتةً، لأنهم تبع لكل ناعق ناعر، تهون عليهم نفوسهم وثقافتهم إنْ كانت لهم ثقافة وهويّة، في سبيل تحقيق مصلحة عاريّة، أو مطمع بدا لهم خيره في الأفق، يحدوهم إلى ذلك غياب وازع الدّين، عداك عن رقابة العقل والضمير، بله لعنة الناس والتاريخ.

ليس عجبًا أن يتساقط الأدعياء على الأرصفة، في زمن يحمل الفكر فيه هبَنّقات وخواجات، يبتغون ألقابًا ووجاهات، ومناصب وحانات، فالفكر بالنسبة لهم دابّة يمتطونها، وكفايتهم لذلك أنهم لا يحسنون قراءة الماضي واستكناهه، ويعجزون في تحليل النصوص وسبر غورها، بل في فهمها واستنطاقها. إنّ بضاعتهم من العلم لطائف ونسائم، وأحقاد وضغائن، أَصَمَّها في آذانهم دهاقنة بحق وحقيق، فراحوا بها كمثل الذي ينعِق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ...

إنّ أمتنا اليوم انزلق بها رجالها في غياهب ومتاهات لا يرسون بها على برّ؛ فعلماؤها جهّالها، وعملاؤها قادتها. وأمّة هذه حالها، تنصّلت من ماضٍ مشرق، وانساقت إلى الذيليّة والتبعيّة، ليست بمستأهلة للدّخول في عالم الحاضر والمستقبل، فاستقراء الثابت يدعو إلى استشراف المتحوّل.

ونحن أمّة لسنا بِدْعًا من بين الأمم، فلدينا حضارة ناطحت السِّماكين، وأشرقت على أمم فأنبتت لهم حضارات، يشهد على ذلك كلّ من له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد. فلمّا عَقَقْناها صِرنا نقتات على موائد اللئام، بضاعتنا إليهم أنْ أَذِلّوا رؤوسَنا ونكِّسوا راياتِنا، واحرِقوا تراثَنا، وحطِّموا حصونَنا؛ فأنتم السّادة ونحن العبيد!! لكم العيش الرّغيد، والفراش الوثير، ولنا الحرمان والجوع، نفترش الأرض ونلتحف السّماء.

تحضرني هنا مقالة الفيلسوف الفرنسي المشهور (فولتير) ، يوم ذُكر أمامه المصلحان الدّينيان: الرّاهب الألماني مارتن لوثر (1483-1546م) ، والرّاهب الفرنسي جون كلفن (1509-1564م) في عصر التنوير في العصور الوسطى، اللذين كانت لهما جَلَبَة وأَوْج ... فاستذكر الفيلسوفُ محمدًا صلى الله عليه وسلم وما أحدثه في تاريخ الإنسانية، فقال: والله إنهما لا يصلحان أن يكونا نعلين لحذائه صلّى الله عليه وسلم.

ذلكم محمّد النّبي الأمي، الذي كانت أمّيته حجّة على أمّة اتّصفت بالفصاحة والبيان، فعَجَزت أن تجاري القرآن في أسلوبه؛ فمنهم من آمن، ومنهم من كابر وعاند فانكفأ على عقبيه خسر الدنيا والآخرة. وهكذا وقف هؤلاء الأدعياء السّفلة عند الرّصيف، يعدّون الفكر بضاعة مزجاة يكترونها بثمن بخس دراهم معدودة، في زمن أُريد فيه للكلمة الناطقة والعبارة الأبيّة، أن تكون حبيسة اللسان، رهينة الجَنان، وهي حالة مرضيّة ابتليت بها الأمّة يوم ظهر هؤلاء من جحورهم ينادون بالتقدميّة ويحذّرون من الرجعيّة.

ومع ذلك، فإنّ التاريخ لا يرحم، ولن يساوم حتى وإنْ مرّت دهور وأزمان، غابت فيها الحقائق وأُرِيد لها أن تكون في غياهب المجهول، أرادها عبيد السّياسة وأدعياء الفكر ومنظّرو (الرّدهات) و (الدّهاليز) .... غير أنها أزمة ستؤول إلى زوال، فتظهر ثمّة الأيادي الخفيّة تلك المتوضّئة، التي آلت على نفسها أن تكون مع الكلمة الصّادقة والحقيقة الناصعة، المغيّبة عن أجيال وأجيال في ظلام دامس وليل حالك - فيبزغ فجر جديد يفترق الناس فيه راغمين إلى فريقين: فريق إلى جنّات التاريخ، حيث الحُبور والجَذَل والسّرور، وآخر إلى (مزابله) والعياذ بالله، حيث الأدعياء المتراصفون.

والذي دعاني إلى بسط هذه العبارات، هو أنّنا حتّى هذه اللحظة ما أنصفنا علماءَنا المخلصين، وتنكّرنا لهم باسم الحداثة والتّقدّميّة، بل وصفناهم بالرّجعيّة والثّرثرة الأخلاقيّة، بحجّة أنّهم كانوا حصونًا راسخاتٍ في الحفاظ على مقوّمات حضارتنا وبيان ثرائها ونصاعتها.. ولو كانوا أبواقًا لخواجات المستشرقين ومراكز التّجهيل والتّضليل، لباتوا بذلك عباقرةَ القرن وسدنةَ العلم يُشار إليهم بالبنان.

أوّلاً: حياة الأستاذ سعيد الأفغاني وسيرته

مولده ونشأته:

ولد الأستاذ سعيد الأفغاني· في أحد أحياء دمشق القديمة المحيطة بالجامع الأموي سنة 1909م، وقد كان والده (محمد جان) [1] رجلاً من الصالحين، هاجر من بلده (كشمير) ميمّمًا شطر بلاد الشام، واستقرّ به المقام في دمشق، وراح يعمل فيها عملاً متواضعًا، وكان الناس يدعونه بالأفغاني وما هو من بلاد الأفغان.

تزوّج والده في دمشق من عائلة (الأبيض) ، ورُزق بسعيد وأخت له، ثمّ ماتت زوجه وعُمْر سعيد ثلاث سنوات، ليعيش بعيدًا عن حنان أمّه ورعايتها، ما حدا بوالده أن يقف حياته لولدَيْه مربّيًا وبهما رؤوفًا ولهما معلّمًا، فنشأ سعيد في كنفه رحمهما الله نشأة علم وطلب، يقول عن والده [2] : "كان والدي يصطحبني إلى المسجد الأموي بين المغرب والعشاء، فنحضر حلقة درس ثمّ صلاة العشاء ... "، في فترة من أحلك الفترات التي مرّت بها بلاد الشام، وشهدت انحسار الدولة العليّة العثمانيّة، على أيدي جماعة الاتّحاد والتّرقّي ذات المشارب اليهوديّة.

التحق الأفغاني بمدرسة (الأمينية والإسعاف الخيري) [3] ، وكان في السابعة من عمره آخر العهد التركي، ثم دخل الدراسة الابتدائية في التاسعة من عمره سنة 1918 في الحكم الفيصلي، ومنذ سنة 1919 ترافق مع قرينه علي الطنطاوي عند الشيخ صالح التونسي وفي مجالس الشيخ محمد بن بدر الدين الحسني [4] ، وهي السنة التي أنشأت فيها الحكومة العربية دروسًا لمواطني الدولة، هدفها تقوية لغتهم العربية والارتفاع ببيانهم [5] .

وكان لهذه المجالس أثر طيب في بناء شخصيته وتكوين ثقافته وظهور نبوغه، خصوصًا وأنها مرحلة حرجة في تاريخ الدولة، إذْ قامت الدعوات التحررية والإصلاحية ردَّ فعْلٍ على الدعوات الطّورانية والإقليمية بين أجناس الدولة المختلفة، مما دفع بهم أن يتدافعوا لمتابعة الأخبار من الكتب والاعتكاف عليها، يقول الأفغاني في حديث له عن الشيخ محمد رشيد رضا [6] : "ليس المرحوم الشيخ محمد رشيد رضا بالمجهول عنّا اليوم، قرأنا تفسيره وفتاواه وبحوثه في مجلة المنار منذ نعومة أظفارنا".

ثم دخل الدراسة الثانوية بين سنتي (1923-1928) في مدرسة (التجهيز ودار المعلمين) [7] ، وكان من أساتذة العربية فيها: الشيخ عبد الرحمن سلاّم، والشيخ محمد سليم الجندي، والشيخ محمد الداوودي، والشيخ أبو الخير القوّاس، والأستاذ الشاعر محمد البزم، الذين كان لهم أثر كبير في إحداث نقلة في عقول الطلاب، خاصة وأن العربية كانت تسابق الزّمن على أيدي هؤلاء في الوقوف أمام الهجمات الشرسة ضدها، يقول الأفغاني [8] : "وعلى جهود هؤلاء وأمثالهم في بقية المدن الشاميّة ارتفع لواء اللغة العربية في الشام وحمله من بعدهم تلاميذهم".

وقد بلغ من غيرتهم على العربية أنّ أحدهم وهو الأستاذ الجندي، كان ينهى تلاميذه عن كتب المنفلوطي وشعر شوقي وحافظ لأنها برأيه تفسد اللغة، يقول الأستاذ سعيد [9] : "إني والله لا أزال أذكر قوله هذا ونحن في الصّف التاسع، وقد جرح بذلك شعورنا لكثرة ما كنّا نحبّ المنفلوطي".

لذلك ليس من عجب أن تجد أحدهم وقد انتهى من الثانوية، ولديه قدرة فائقة في التدريس تضاهي اليوم من يتخرّجون في المراحل الجامعية الأولى بل ويزيد. يقول الأستاذ سعيد [10] : " وأذ كر أننا ونحن طلاب كنا نلتهم مؤلفات طه حسين وأحمد أمين والزّيات والرافعي والعقاد والمازني وهيكل، كما نتخاطف أعداد (السّياسة الأسبوعية) [11] ، لئلا يفوتنا موضوع من الموضوعات الأدبية الداخلة في منهج الدراسة الثانوية ".

وكان من أقران الأفغاني في ثانوية دمشق أو قبله أو بعده، مجموعة من التلاميذ الذين صار شأنهم في الحياة كبيرًا، وبلغوا منزلة من الفكر والثقافة والبيان، منهم: علي الطنطاوي، ومحمد الجيرودي، وجمال الفرا، وأنور العطار، ومسلم القاسمي، وعبد الغني الكرمي، وعبد الكريم الكرمي، وجميل سلطان، وزكي المحاسني، وأمجد الطرابلسي، وظافر القاسمي، وغيرهم كثير.

وقد سجّل عن بعضهم الأفغاني في كتابه [12] : "ولا أنسى - وكنت تلميذًا ليليًّا فيها (أي ثانوية دمشق) - أنّ عيني ألفت أن أجد على منضدة رفيقي محمد الجيرودي نقيب المحامين فيما بعد، أمالي القالي وبعض أجزاء الأغاني وهو في السنة الثانية من تحصيله الثانوي، كما ألفت رؤية القاموس المحيط بأجزائه الأربعة أمام زكي المحاسني الأديب الشاعر، ودواوين الشعر القديم أمام أنور العطار، وكتب الأدب واللغة مع عبد الغني الكرمي وعبد الكريم الكرمي، وغيرهم إلى جانب كتبهم الدراسية الثانوية".

وكان لهؤلاء الطلاب (وهم في الثانوية) دراية في النقد ودربة في فنون الكلام، وما جاءت لهم هذه الملكة من فراغ، لولا حرص أساتذتهم وتشجيعهم لهم أن تكون اللغة العربية زادهم وكيانهم، فكانوا في جلساتهم لا يتحدثون إلا الفصحى، ويروي الأفغاني (وقد كان طالبًا في ثانوية دمشق) عن الحفلات والمهرجانات يقول:"حتى لأذكر أننا كنا نرجع من الحفلة أو المهرجان أو المحاضرة، فئة من الطلاب الليليين في ثانوية دمشق، نعلّق على الموضوع، وعلى ضعف المحاضر أو قوته في لغته، وفي ذاكرة كلّ منّا الهفوات التي لحق بها المحاضر أو الخطيب، نتفق في الرأي على أكثرها ونناقش في قليل منها مختلفين [13] ".

وإنما جاءت قوّتهم في العربية وقد اكتملت لهم ناصية البيان لأنّهم تعلّموا النحو صغارًا في المرحلة الابتدائية في سلسلة (الدروس النحوية) للمرحوم حفني ناصف ورفاقه، يقول الأفغاني عن هذه السلسلة: " أنهيتها في المرحلة الإعدادية، ولا يحتاج من درس جزأها الأخير (قواعد اللغة العربية) إلى زيادة في نحو ولا صرف ولا بلاغة؛ ما عليه إلا الانصراف إلى أدبنا الصافي وتاريخنا الرائع، يعبّ منهما ما وسعه العبّ، ويتذوّق عبقرية لغته ما أمكنه التذوّق [14] ".

إذن، فثانوية دمشق هي التي أصّلت فيهم محبّة العربية، وهي التي درجت بهم أن يكونوا في يوم من الأيّام أعلامًا في رحابها وكينونتها، إنّها "معقل العروبة وطنيةً ولغة وأدبًا وتاريخًا ونضالاً طويلاً" على حدّ تعبير أستاذنا رحمه الله.

أمّا الجامعة السوريّة، فقد دخلها بين سنتي (1929-1932) ، ولم يمضِ على إنشائها سوى عشر سنوات، ولم يتطرّق في كتابه للحديث عن كلّية الآداب، لأنّ الكلام على عروبتها كما يرى من الفضول، في حين كان معنيًّا بالتأريخ لمعهدي الطبّ والحقوق. غير أنّ تلميذه عبد المجيد القادري أشار [15] إلى أنه رحمه الله كان أحد الذين عملوا على وضع الكلمات الطّبيّة والعلميّة التي تستعمل في الشّرح أثناء إلقاء المحاضرات في مدرّجات كلّيتها الطّبيّة.

وقد تتلمذ علي يديه في جامعة دمشق خاصّة والجامعات العربية عامة، طلابٌ كثيرون توزّعوا في أنحاء الوطن العربي الكبير، ومنهم اليوم أساتذة كبار يحملون رسالة العربية متأثرين بما ثقفوه من منهج الأفغاني الذي غرسه فيهم على إكبار العربية.

وقد أشرف الأفغاني على رسائل جامعية في الماجستير والدكتوراه في دمشق وعمان [16] . وكان رحمه الله قد تزوّج بأخرة ابنة القاضي صلاح الدين الخطيب [17] ، ورُزق منها الابنة الوحيدة (بشرى) ، التي تعدّ أطروحةً لنيل درجة الدكتوراه في التّربية.

وكما انقطع والده بعد وفاة زوجه للعمل وتربية أولاده بعدم الانشغال بأعباء الزوجيّة، كذلك ورث الأفغاني هذه الحالة عن والده، فهو تزوّج بعد الخمسين من عمره، وكان يحبّ العزلة والانفراد كثيراً، منقطعاً للبحث والتحقيق والتأليف، حتى صار القلعة لا تهزّها العواصف الهوجاء، والراسخ الذي امتلأ علمًا وإحاطة بالتراث العربي والفكر المعاصر، فهو وغيره من علماء الشام نتاج دهاقنة العلم وأساطينه ممن تأبّوا على جيل المستعمر وألاعيبه، الانقطاعُ للعلم ديدنهم، والترفّع عن زخارف الدنيا وملذاتها طباعهم.

وقد كان رحمه الله وأنت تقرأ في نتاجه العلمي وكما خبّر عنه تلامذته، يشكل نمطاً فريداً في العلم وعقلية راسخة محايدة، جعلت منه مدرسة يرودها كلّ مصابر مرابط؛ فإنّ انقطاعه للعلم وعكوفه في مجالس الأقدمين، هيّأ له قلمًأ لا تخطئه العبارة، وفكرًا حاضر الذّهن في كلّ حال.

فقد كان شيخنا منذ نعومة أظفاره على وعي بما يجري حوله، وما يُراد بالعربية وأمتها من مكايد ومعضلات، فكانت عقولهم بحقّ أكبر من أعمارهم كما يقولون، انظر إلى هذا الوعي: "كنت فتى حين أَجَبت عضواً من جمعية إسلامية دأبت على إصدار منشورات تطالب العناية بدرس الدّين في مدارس الحكومة، وزيادة حصصه وكان الفرنسيون قد أنقصوها: سألني: ما رأيك في هذا المنشور؟ قلت: أرى صيانةً لدرْس الدّين- أن تطالبوا بإلغائه. فعجب جداً وقال: كيف؟ ولمه؟ قلت: إنّ للدّين حرمةً في النفوس طبيعية، فإذا ألغيتم الدرس بقيت الحرمة، ويتعلم الناشئ دينه في أسرته وفي المسجد، لكن إبقاءه - وبعض مدرسيه يمالئون الفرنسيين - يوحي إلى الأطفال وقد تشبّعوا بروح المقاومة أنّ هذه الممالأة من الدّين فيكفرون به" [18] .

ومن معالم شخصيّته غيرته على الدّين الحنيف، تلحظ ذلك من كلام الأستاذ زهير الشاويش بقوله [19] : "شهدت له مناقشات مع كبار علماء بلدنا المقلّدين، وكان المدافع عن منهج الاتّباع للأدلّة والنّبذ للتقليد الأعمى.. وكان يصحّح للمؤرّخ الصّديق عمر بن خالد الحكيم [20] ما يجد فيه توسّعًا من أخبار ومعلومات، ويردّ على الدكتور سعيد عودة ما يتطاول به على العلاّمة المجاهد الشّيخ كامل القصّاب، ورجل فلسطين الأوّل الحاج أمين الحسيني ... وكانت له مع الطنطاوي جلسات للتقريب بين المذاهب، بعضها مع الشيخ محمد تقي القُمِّي [21] في دار التقريب بمصر".

وليس ذلك غريبًا على باحث سلخ من عمره أشواطًا في دراسة الإمام العلَم ابن حزم الأندلسي، وعاش مع الحضارة العربيّة والإسلاميّة ما أنساه أن يكون أبًا كغيره من العلماء ... انظر إليه في بحثه (معاوية في الأساطير) وقد أعوزته المادّة العلميّة يقول [22] : "في دار الكتب الظاهريّة بدمشق مخطوطتان لتاريخ دمشق الكبير للحافظ ابن عساكر، عكفت على تفليتهما شهورًا طويلة فوجدت فيهما عونًا على موضوعنا، ولفتًا للذهن إلى الطريق اللاّحب بعد أن كنت أسيرًا في بنيّات [23] الطّرق"، وهذا شأنه رحمه الله مع كلّ نتاجه العلمي.

وقد كانت المنتديات الأدبيّة والمقاهي الثّقافيّة والمجالس العلميّة وما زالت إلى اليوم، منتشرة بشكل بارز في سوريّة، خصوصًا في فترة الاحتلال الفرنسي وما بعدها بقليل، حيث كان يجتمع فيها الأدباء والمفكّرون والشّعراء، كلّ يدلي من جانبه في الموضوع المطروح للنقاش، وقد أثمرت هذه اللقاءات ثمارًا طيّبة في إخراج جيل يتسلّح بالعلم، ويتقن العربيّة الفصحى بصرف النظر عن اختصاصه، وكان أثرها في النّاس مجديًا يفوق ما يأخذه الطلاّب في الجامعات.

وأشار الأستاذ زهير الشاويش في مقاله [24] إلى أنه تتلمذ على الأستاذ سعيد الأفغاني في المجالس التي كان يعقدها الشيخ علي الطنطاوي سنة 1945 في المدرسة الأمينيّة، وفي جلسات خاصّة في بعض متنزّهات دمشق في بساتين شارع بغداد أو نهاية خط المهاجرين في سفح قاسيون قرب مصلّى العيد، أو في زيارته التي يتكرّم بها علينا في المكتب الإسلامي، أو في دارنا في الميدان حيث كان يُسرّ مما يسمع من والدي من أحاديث البادية والجهاد.

وكانت له رحمه الله لقاءات خاصّة به يبعد فيها عن ضيق الدّرس ومتاعبه، يجلس إلى أصحاب الحرف في أسواق دمشق (حدّثني بذلك أحد تلامذته) ، يبتعد فيها عن جدليّات الأساتذة في مسائل النحو والصّرف، ليكون قريبًا من العامّة الذين يشكّلون بالنسبة إليه تاريخًا مضيئًا لحقبة من تاريخ الشّام العظيم.

حياته العملية:

بدأ الأفغاني حياته العمليّة بعد نواله الثانوية العامة معلمًا للمرحلة الابتدائية في قرية (منين) قرب دمشق سنة 1928م، وبعدها بسنة عيّن مدرّسًا إكماليًّا في مدرسة (التجارة الإعدادية) حتى سنة 1940م، لينتقل بعدها مدرّسًا للمرحلة الثانوية في مدرسة التجهيز الأولى (ثانوية دمشق) حتى سنة 1946، ثم صار مدرسًا جامعيًا بكلية الآداب في الجامعة السورية منذ سنة 1948.

وانتدب للتعليم في المعهد العالي للمعلمين [25] في 5/11/1950، وقد تدرّج في الجامعة أستاذًا مساعدًا في 16/12/1950، ثم أستاذًا ذا كرسي لعلوم العربية في 1/1/1957، ثم صار رئيسًا لقسم اللغة العربية سنة 1958، ثم انتخب عميدًا لكلية الآداب سنة 1961، وبقي فيه إلى أن تمّت إحالتة إلى التقاعد في الأول من كانون الثاني سنة1969.

وبعد إحالته إلى التقاعد، ولشهرته الذائعة الصيت، تعاقدت معه بعض الجامعات العربية، مثل الجامعة اللبنانية بين سنتي (1968-1971) ، وانتدب خلالها إلى جامعة بيروت العربية انتدابًا إضافيًا، ثم دعته الجامعة الليبية (جامعة بنغازي فيما بعد) للتعاقد معها بين سنتي (1972-1977) ، رأس خلالها قسم اللغة العربية، وكان مسؤولاً فيها عن تحرير مجلة كلية الآداب، ثم لبّى دعوة الجامعة الأردنية سنة 1980، وجامعة الملك سعود في الرياض سنة 1984، لتكون آخر محطاته في العملية التدريسية بسبب كِبَر سنِّه وتعبِ عينيه [26] .

المجامع العلميّة:

تعدّ مجامع اللغة العربية في دمشق والقاهرة وبغداد وعمّان، من أبرز المؤسسات العلمية العربية التي تُعنى بشؤون العربية وتراثها المجيد، وقضاياها المعاصرة، وقدرتها على استيعاب الثورة العلمية والتكنولوجية ترجمة وتعريبًا.

والأفغاني واحد من أولئك الذين أفنوا عمرهم في خدمة العربيّة لغة القرآن المجيد.. فكان لعطائه المتميّز أن انتخب عضوًا مراسلاً [27] في المجمع العلمي العراقي سنة 1960، ثمّ انتخب فيه عضوًا مؤازرًا [28] ، وانتخبه مجمع اللغة العربية في القاهرة عضوًا مراسلاً سنة 1970، ثم أعيد انتخابه فيه عضوًا عاملاً [29] في السادس عشر من شباط سنة 1991، مع أربعة أعضاء آخرين كان المتحدّث باسمهم في حفل الاستقبال.

والأمر الغريب الذي يدعو إلى الدّهشة أنّه رحمه الله لم يكن عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق - على الرغم من إشارة الأستاذ زهير الشاويش إلى عضويّته فيه- فقد رجعت إلى أسماء أعضاء المجمع فلم أجد له اسمًا من بين أعضائه، وهو ما أكّده لي الدكتور مازن المبارك في رسالته التي أشرت إليها سالفًا. ولست أدري ما سبب غيابه عن العضويّة في المجمع، أهي أسباب خاصّة به أم متعلّقة بغيره؟.

المجلاّت:

كان الأفغاني ينشر بحوثه ومقالاته ومداخلاته في عدد من المجلاّت المشهورة، كمجلّة الرسالة [30] القاهرية وكان له فيها قلم متميّز، حتى إنّ رئيس تحريرها كان " يعرف قدره ويعدّه من أدباء العربية في عصره" [31] ، لما كان يتمتّع به من أسلوب محكم مبين لا غثاثة فيه ولا التواء.

ثمّ كانت له بعض المقالات في مجلّة الثقافة [32] القاهريّة أيضًا، أمّا مجلّة المجمع العلمي العربي في دمشق، فقد كانت له فيها إسهامات وافية، ونُشر له بحث في صحيفة معهد الدراسات الإسلاميّة في مدريد [33] ، وبعض المقالات في مجلّتي العربي والبيان الكويتيّتين، ومجلّة دعوة الحقّ التي تصدرها وزارة الأوقاف المغربيّة، ونشر له غير بحث في مجلّة كلّية الآداب في الجامعة الليبيّة.

وكانت له كتابات في مجلّة رابطة العالم الإسلامي العراقية [34] ، وأخرى أشار لها الدكتور محمود الربداوي في مجلّة رسالة الخليج العربي في الرياض، لم أقف له فيها على كتابات أو بحوث.

أما مجلة مجمع اللغة العربية في القاهرة، فقد كانت معظم بحوثه المقدمة إلى مؤتمرات المجمع السنوية تنشر فيها، وهي بحوث علمية محكمة تمثل جانبًا مهمًا من جوانب شخصية الأفغاني الفكرية واللغوية، وتعبر تعبيرًا صادقًا عن منهجه في تناول العربية وقضاياها.

المؤتمرات والزيارات العلميّة:

أنهى سعيد رحمه الله عمله في وزارة المعارف السّورية كما أشرنا سنة 1946، وحلّ مدرسًا في جامعة دمشق سنة 1948. وفي سنة 1947 كانت له رحمه الله زيارة علمية إلى القاهرة لمتابعة دراسة الدكتوراه مع الشيخ مصطفى الزرقا [35] ، فلما وجدا أنهما أكثر علمًا ممن سيمنحهما هده الشهادات عادا دون دلك، وهي ظاهرة كانت باينة في النصف الأول من القرن الماضي (العشرين) ، فمَن منّا لا يعرف العقاد، أو الرافعي، أو محمود شاكر، أو غيرهم ... قمم شوامخ شكلت حركة فريدة في نسج خيوط للثقافة العربية المعاصرة.

لكن هذا الأمر لم يحل بينه وبين الاطلاع على مكتبات مصر العامرة بالمخطوطات، إذْ كان حبّ الاستطلاع والتنقيب سمة هذا العالم في كل حال. ففي دار الكتب المصرية كان عقد عزمه [36] على نَشْر كتاب أبي علي الفارسي (الحجّة في علل القراءات السبع) [37] لشهرته الواسعة، وعكف على قراءة أجزائه السّتة الضخمة ثم عدل عن ذلك بعزم لتطويله الشديد وضعف تأليفه.

وكانت له زيارة في هذه السنة للدكتور طه حسين، مكلفًا من قبل الدكتور مصطفى فهمي (من مصر) وزير المعارف [38] آنذاك، بإبلاغ الدكتور طه رغبة الجامعة السورية في استضافته شهرًا لإلقاء بعض المحاضرات في كلية الآداب.

وإن جوانب شخصية الأفغاني المتعدّدة، فرضت عليه منذ دخوله جامعة دمشق وبعدها، أن يكون سفيرها في المؤتمرات التي تعقد هنا وهناك. ففي سنة 1956 كان موفدًا من قبل الجامعة لزيارة أقسام اللغة العربية في جامعات أوروبية وعربية مختلفة، إذ أشار إلى هذه الزيارة في غير موضع في كتبه ومقالاته، يقول خلال مشاركته في مهرجان ابن حزم بقرطبة سنة 1963 [39] : " زرت هذه الديار الحبيبة قبل سبع سنين (سبتمبر1956) ، بعد غربة في الأقطار الأوروبية امتدت أربعة أشهر"، ويقول في حديثه عن الأستاذ شكيب أرسلان [40] : "فلما زرت المغرب العزيز في رحلة علمية سنة 1956، أحسست جلالة قدره في نفوس عظمائهم وعلمائهم"، ويقول أثناء وجوده في تونس [41] : "فلما كانت سنة 1956 في شهرها العاشر حللت تونس ورأيت ما كنت أبغي في مخطوطة لكتاب (حجة القراءات) للشيخ أبي زرعة عبد الرحمن بن زنجلة، وأوصيت بعد مطالعتي إياه بتصويره".

وقد مثل جامعة دمشق في فبراير سنة 1961، في حلقة تيسير النحو التي انعقدت في القاهرة بكلية دار العلوم بورقة عنوانها: " نظرات في مشروع تيسير النحو "، وفي السنة نفسها مثّلها في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في القاهرة، الذي عقد حلقة للدراسات التاريخية والأثرية [42] . واشترك سنة 1962 في المهرجان الألفي لمدينة بغداد وذكرى فيلسوفها الكندي، ودعته جامعة طهران سنة 1963 لزيارتها وإلقاء محاضرتين بها [43] ، وفي هذه السنة مثّل الجامعة في المهرجان الدولي لابن حزم والشعر العربي المنعقد في قرطبة، وشارك فيه ببحث عنوانه: اللغة عند ابن حزم، وألقى تحيّة جامعة دمشق في حفل الافتتاح.

وكلّفته الجامعة أيضًا بالاشتراك باسمها في الموسم الثقافي الذي أقامه " المكتب الدائم لتنسيق التعريب في العالم العربي " في الرباط، غير أنّ "مصيبة عامّة عاقته دون الاشتراك" [44] ، وكان قد كتب مقالته (مع بحوث أخرى) : في سبيل العربية، يتحدث فيها عن جهود الفقيد الكبير السيّد محبّ الدين الخطيب [45] ، "أحد الصابرين الصادقين في رفع راية العربية بدأب وصمت وثبات".

وشارك أثناء تدريسه في الجامعة الليبية (72-1977) ، في المؤتمر الدولي لتاريخ بلاد الشام المنعقد في الجامعة الأردنية [46] ببحث عنوانه: معاوية في الأساطير، وببحث في ملتقى ابن منظور [47] المنعقد بمدينة قفصة بدعوة من وزارة الثقافة التونسية.

صفاته وأخلاقه:

يمكن أن نوجز جلّ ما اتّصف به الأفغاني، وذلك من خلال ما ثقفته في كتابات تلامذته فيه، وقد وقف تلميذه الدكتور محمد الصباغ [48] على معظم صفاته.

كان الأفغاني رحمه الله على مستوى خلقي رفيع، يأخذ نفسه بمكارم الأخلاق، صادق الوعد دقيقاً فيه، عفّ اللسان، يتذوّق النكتة المهذبة من غير إسفاف، ولا يستريح لنظام الاختلاط في التدريس الجامعي.

وكان جريئًا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم، وله مواقف محمودة في مقاومة الانتداب الفرنسي والمتعاونين معه، ونصيرًا لدعاة الإسلام الذين يثق بهم. وهو مثل أعلى في الاستقامة، ما تغيّر له نهج، ولا تلوّن له فكر، وما جامل أحدًا في أمر لا يريده، وكانت له بصيرة سديدة في معرفة الرجال لا ينخدع بمظاهرهم، ويتجاوز في تقويمه لهم المظاهر إلى الأعماق، لذلك قَصَر علاقته مع الناس على من يثق بدينهم واستقامتهم وفكرهم، فيعرف لكلّ منهم قدره، ويفرّق بين الحكم على الرجل وذكر تفوّقه العلمي.

وكان يخاف الله ويرعى حدوده، ويحرص على صلاة الجماعة، وينفق نصيبًا من دخله في سبيل الله مخفيًا ذلك عن كلّ من حوله، ويبتعد عن المحرّمات والشبهات في تعاملاته المادّية، بل ينكر على من يتساهل فيها من الناس خصوصًا إذا كانت له سمعة دينيّة.

وكان كما يقول الأستاذ زهير في مقالته السالفة رجلاً نادرًا في خلقه وأدبه، مستقيمًا على الجادّة في تعامله وحياته، صلبًا في عقيدته ومنهجه، متمسّكًا بفهم السلف الصالح، ملتزمًا بالدّليل في عبادته وفقهه، آخذًا بالأحوط فيما يشتبه من أموره.

وقد وصفه تلامذته في الملحق الذي أصدره اتحاد كتّاب العرب بدمشق، بأنّه كان "من سدنة العربيّة في عصرنا "، " صارمًا في شؤونها "، " حاطت به هالة العلماء "، و" جمع الفخر من طرفيه: الجهاد الأكبر (العلمي) والنضال الأمثل (التعليمي) "، فغدا " مَعْلمًا من معالم دراسة العربيّة "، و " أشهر من نار على علم "، " لم ينهر سائلاً ولم يردّ مستفهمًا "، ويحرص على تحدّث الفصحى في المحاضرات والمناظرات والمساجلات.

وفاته:

نعى الأستاذ زهير الشاويش مدير المكتب الإسلامي للنشر والتوزيع في بيروت الأستاذ سعيد الأفغاني رحمه الله يوم الثلاثاء العاشر من شوال سنة 1417هـ- الموافق للثامن عشر من شباط سنة 1997م في مكة المكرمة عن عمر قارب الثمانية والثّمانين عاماً، وبذلك يكون رحمة الله قد حط عصا ترحاله بعد رحلة طويلة، كان فيها مع لغة القران خادماً حميماً ولها معلماً رؤوفًا، وبها باحثاً صدوقاً، " لقي وجه ربه قرير العين؛ لأنه حقق أُمنيتين: أن يدفن في هذا البلد الأمين، وأن يصلّى عليه في الحرم المكّي الشريف " [49] . ولمّا كان أبعد ما يكون رحمه الله عن المظاهر والرّياء، فقد رغب أن " تشيّع جنازته بتواضع دون صخب أو ضجيج " [50] .

رحل الرجل الذي كان شيخًا في صنعته منهجًا وسلوكًا، وفقدت العربية برحيله ابنًا بارًّا بها، قلّ أن تجد مثله نظيرًا، يقول الشيخ علي الطنطاوي رفيق دربه وعديله [51] : " لقد أحسست بوفاته وكأنني فقدت قلبي أو بعض قواي، ولا أدري ما قيمة حياتي بعده "، وكان الشيخ مصطفى الزرقا قد وصفه بالرسوخ في العلم [52] .

وقد رثاه تلميذه الدكتور علي العتوم (من الأردن) أستاذ الأدب الجاهلي في جامعة اليرموك بقصيدة داليّة طويلة (كلّ الممالك) تعدّ مقامة في سيرته وشمائله، بلغت (120) بيتًا على بحر (الكامل) ، نشرها بخطّ يده في صحيفة اللواء الأسبوعية [53] ، عدّد فيها مناقب الأستاذ ومآثره.

ثانيًا: أعماله وآثارُه

نوجز فيما يأتي ثبتًا بمؤلّفات فقيدنا رحمه الله والكتب التي عُني بتحقيقها، وبحوثِه ومقالاتِه ومداخلاتِه وقراءاتِه للكتب ونقدها. وأشير إلى أنّني لم أقف على مسمّيات بعض المواد الآتية:

مشاركته في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في القاهرة سنة 1961م.

مشاركته في المهرجان الألفي لمدينة بغداد وذكرى فيلسوفها الكندي سنة 1962م.

المحاضرتان اللتان ألقاهما في جامعة طهران سنة 1963م، وقد تكون له محاضرات أخرى لم أقف عليها.

البحث الذي تقدّم به لملتقى ابن منظور في تونس سنة 1972م.

البحوث التي كتبها للموسم الثقافي الذي أقامه "المكتب الدائم لتنسيق التعريب في العالم العربي" في الرباط سنة 1967 كما أظن.

ما نشر له في مجلّة رابطة العالم الإسلامي العراقية.

موادّ أخرى لم أستطع الوقوف عليها استوحيتها من كلمات الدكتور محمود الربداوي حين ترجم لوفاته إذْ قال [54] : "رحل وبين يديه مخطوطات أعمال أقعده المرض عن إتمامها ... وكنت أشعر بالأسى عندما كان يقول لي: غدًا عندما يفارقني المرض سأكمل تحقيق هذا المخطوط، أو سأنهي الفصل الأخير من هذا الكتاب، ويحدّثني عن مشروعات كثيرة تنتظر الإنجاز".

المؤلّفات

لعلّ ما يميّز مؤلفات الأفغاني ومحقّقاته، اختيار الموضوعات التي تدلّ على مرجعيّة تمثّل أرضيّة خصبة للوقوف على معالم تراثنا الإنساني، فقد " كان عالمًا ثبتًا معروفًا في الوطن العربي منذ أوائل الثلاثينات من هذا القرن (يقصد القرن العشرين) في المشرق والمغرب على السواء، يؤكّد ذلك اهتمام دور النشر العربية المعروفة بنشر مؤلّفاته في دمشق والقاهرة " [55] وبيروت. فمن موسوعته (أسواق العرب في الجاهليّة والإسلام) التي تعدّ معلمًا في التأريخ لهذا النشاط الثقافي، إلى (حاضر اللغة العربية في الشام) الكتاب الذي أرّخ للعربية في فترات نحس وانحسار وعدوان، إلى (في أصول النحو) الذي يعدّ مرجعًا في بابه، إلى كتابيه (ابن حزم الأندلسي) و (عائشة والسياسة) اللذين أماطا اللثام عن شخصيتين لهما أثر بارز في التراث الحضاري الإسلامي، ويعدّ رائدًا في الترجمة لهما خاصّة في نشره آثار ابن حزم والحديث عن مذهبه (الظاهريّة) منذ أكثر من ستين سنة.

أسواق العرب في الجاهلية والإسلام:

يقع الكتاب في (540) صفحة وصدر عن المكتبة الهاشميّة في دمشق لأول مرّة سنة 1937، ثمّ أعادت طبعه دار الفكر [56] في بيروت سنة 1960، والطّبعة الثالثة مصوّرة عن الثانية، ثمّ صدر للمرّة الرابعة عن مكتبة العروبة في الكويت سنة 1996 بحلّة قشيبة وزيادات مفيدة. ورأيت خلال تصفّحي (بوساطة شبكة الإنترنت) فهرسَ الكتب الوطنيّة في مدينة (أبو ظبي) ، أنّها تحتوي على نسختين من الكتاب إحداهما نسخة المكتبة الهاشمية، وثانيتهما صادرة عن دار الكتاب الإسلامي في القاهرة سنة 1993م، لعلّها تكون الطبعة الثالثة المصوّرة عن الثانية.

وقد أشار الأستاذ عزّ الدّين التّنوخي إلى أهمّية هذا الكتاب بقوله [57] : " إنّ هذا الكتاب النفيس من أقلّ ما طبع في الشام ومصر أغلاطًا، وأكثر ما نشر فيهما تحقيقًا "، ويشير إلى مضمونه بقوله: " مهّد للكلام عن الأسواق بما هو وثيق العلاقة بموضوعها كبيوع الجاهليّة ورباها، وأسهب في الكلام على قريش الفريق التاجر من العرب؛ وقد تخلّل هذه الأبحاث كثير من الأدب والتاريخ والصناعة والتجارة، وكثير من الوصف لمجالس هذه الأسواق الأدبيّة وبلاغاتها النثريّة والشعريّة ".

ويشير الدكتور عمر الباشا إلى أنّ هذا الكتاب [58] " كان إيضاحًا لجانب هام من مظاهر الحضارة العربية اجتماعيًا وفكريًا وأدبيّا لعصرين يمثلان التراث الأصيل في الجاهلية والإسلام".

وجاءت نهاية الكتاب وهي ظاهرة بادية في جلّ كتبه- بسرد فهارس موضوعية عامّة تمثّل: الآيات القرآنية، والأحاديث النبويّة، والأعلام، والجماعات، والأماكن، والأشعار، والكتب، وفهرس الموضوعات.

ابن حزم الأندلسي ورسالته في المفاضلة بين الصحابة:

صدر عن المكتبة الهاشمية سنة 1940، ويقع في (418) صفحة، وأعادت طبعه دار الفكر للمرّة الثانية سنة 1969.

والكتاب يقع في قسمين، الأول دراسة موضوعيّة عن ابن حزم: عصره، وأصله، ونشأته وشبابه، ومصنّفاته، ومذهبه، وأدبه، وحبّه، وأخلاقه، ومزاجه، وابن حزم والناس، ووفاته - في (150) صفحة، والثاني تحقيق رسالة ابن حزم في المفاضلة بين الصحابة في (130) صفحة، وبقيّة الكتاب تراجم للأشخاص الذين ورد ذكرهم فيها في نيّف وستين صفحة، مذيّلا بفهارس عامّة على عادته في أعماله. يقول عن هذه الرسالة [59] : " أعثرني على هذه الرسالة اشتغالي بالبحث في السّيدة عائشة، وحداني على إعدادها للطبع أنّها كرسالة (الإجابة) ذات علاقة بالسّيدة عائشة، لأنّ ابن حزم ألّفها ليشرح مذهبه في المفاضلة، ومذهبه يجعل أمّهات المؤمنين أفضل الناس بعد الأنبياء، ثمّ يجعل أفضلهنّ خديجة وعائشة ".

الإسلام والمرأة:

صدر عن المكتبة الهاشمية سنة 1945، وصدرت طبعته الثانية عن دار الفكر سنة 1970، ويقع في (130) صفحة.

عائشة والسّياسة:

صدر سنة 1947 عن لجنة التأليف والترجمة والنشر في القاهرة، وأعادت طبعه سنة 1957، وصدرت طبعته الثالثة عن دار الفكر سنة 1971. وهذا الكتاب لا يقلّ شأنًا عن كتاب ابن حزم، ذلك أنه يعالج جانبًا مهمًّا له أثره في تاريخ الأمّة الإسلامية المبكّر: الحزبيّة والسياسة، يقول الأستاذ سعيد رحمه الله [60] : " سلخت سنين في دراسة السيّدة عائشة، كنت فيها حيال معجزة لا يجد القلم إلى وصفها سبيلا، وأخصّ ما يبهرك فيها علم زاخر كالبحر ... ". ويربو الكتاب على (200) صفحة.

مصادر دراسة الأستاذ سعيد الأفغاني (2)

يوسف عبد الله الجوارنة

جامعة الإمارات العربيّة المتّحدة - برنامج اللغة العربية

في أصول النحو:

هذا الكتاب إنّما هو محاضرات أربع كان قدّمها رحمه الله بين يدي منهاج النحو والصرف في شهادة (علوم اللغة العربيّة) [61] : الاحتجاج، والقياس، والاشتقاق، والخلاف بين البصريين والكوفيين - ويقع في (270) صفحة، وصدر عن الجامعة السّورية سنة 1951، وأعادت طبعه سنتي 1957 و1964، ثمّ أعاد طبعه المكتب الإسلامي في بيروت سنة 1987. وفي نهاية الكتاب مسرد للأعلام ويضم: الأفراد، والجماعات، والأماكن، والكتب.

مذكّرات في قواعد اللغة العربيّة:

جاء هذا الكتاب ليلبّي حاجة أكبر قدر ممكن من الطلاب، فصدرت طبعته الأولى عن الجامعة السورية سنة 1955، ليكون جزءًا [62] من منهاج النحو والصّرف لطلبة السنة الأولى بكلّية الآداب. وقد وَضع بين يدي الكتاب ملحوظاتٍ متعلّقة بالشواهد النحويّة، التي جاءت بعد كلّ مبحث نحوي، ليتعوّد الطالب دراسة النحو من خلال الشواهد، وهو منهج ما اعتاده الطلاب في الجامعات العربية، فكان هذا الكتاب أنشودة الطلاب يحفظونه حفظهم السورة من القرآن. وقد أعادت الجامعة طبعه للمرّة الخامسة سنة 1963.

نظرات في اللغة عند ابن حزم:

رسالة صغيرة من (55) صفحة، أصلها بحث شارك به في مهرجان ابن حزم كما أشرت، وأصدرتها جامعة دمشق في كتاب سنة 1963، وأعادت طبعها دار الفكر سنة 1969، وفيها يقول الدكتور محمد خير البقاعي [63] : " كانت هذه المحاضرة تتويجًا لخبرة الأستاذ الأفغاني بمؤلّفات ابن حزم وآرائه "، وأردف: " حريّ بنا أن نشجّع الباحثين اليوم على القيام بدراسات مماثلة لكبار علمائنا، لأنّ جمّاع هذه الدراسات يمكن أن يكون أساسًا لنظريّة لغويّة عربيّة معاصرة ".

من حاضر اللغة العربيّة في الشام:

يقع الكتاب في (227) صفحة، وهو في الأصل محاضرات عن العربية في بلاد الشام، ألقاها على طلبة معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية سنة 1961، وقد جمع المعهد هذه المحاضرات وأصدرها في كتاب سنة 1962، وأعادت طبعه دار الفكر سنة 1971.

وأشار الدكتور عبد الإله النبهان إلى أهمّية الكتاب فقال [64] : " يعدّ من الكتب الأساسية التي أرّخت للعربية وتصدّت لأعداء العروبة، وسيبقى هذا الكتاب مرجعًا هامًّا لكلّ من رام دراسة تاريخ العربية في العصر الحديث ".

من تاريخ النحو:

يتكوّن هذا الكتاب من قسمين: الأول دراسة حول اللحن ونشأة النحو والخلاف النحوي، مستخرجة من كتابه (في أصول النحو) ، والثاني ملحق للدراسة يتكون من نصوص مختارة لستّة مؤلّفين عظام (سيبويه،..) . والكتاب بمجموعه إنّما وُضع تلبية لحاجة الدارسين في شهادة (فقه اللغة العربية) بكلية الآداب في الجامعة اللبنانية، ويتكوّن من (215) صفحة، وأصدرته دار الفكر سنة 1968، وأعادت طبعه سنة 1978، وهو أيضًا من منشورات مكتبة الفلاح بالكويت سنة 1980.

الموجز في قواعد اللغة العربية وشواهدها:

أشرت إلى أنّ هذا الكتاب هو مجموع ثلاثة [65] أقسام تكوّن منهاج السنة الأولى بكلية الآداب في جامعة دمشق، وجاء بمادّته هذه ليجمع بين مناهج الجامعات في الأقطار العربية مع إضافة مباحث ناقصة لم ينصّ عليها المنهاج اللبناني [66] مع ضرورتها، مراعاة لمناهج بقيّة الجامعات العربية.

وضوابط الشواهد التي وضعها بين يدي كتابه (مذكرات) ، هي نفسها بين يدي هذا الكتاب مع زيادة توضيح، كما أن شواهد هذا الكتاب زادت بزيادة المادة المصاحبة له وكانت بعد كلّ مبحث في مجموعتين: المجموعة (أ) يحتجّ بها لموافقتها الضوابط، والمجموعة (ب) لا يحتجّ بها لمخالفتها واحدًا على الأقل من الضوابط المقرّرة في أوّل الكتاب، الذي جاء في (430) صفحة، وصدرت طبعته الأولى عن دار الفكر سنة 1970، ثمّ توالت طبعاتها له: ط2 سنة 1977، وط3 سنة 1981.

وقد حرص المؤلّف أن يأتي في نهاية الكتاب بفهرس لأصحاب الشواهد مع تحديد وفياتهم بالسنين الهجرية على قدر الإمكان، أو تحديد أزمنتهم.

تعاليق على شواهد الموجز:

يقع في (86) صفحة، وصدر عن دار الفكر سنة 1971. وجاءت هذه التعاليق إتمامًا للفائدة المرجوّة من كتاب (الموجز) ؛ فمعظم الطلاب غير منتظمين في الجامعة اللبنانية، ولعنايته الفائقة هو نفسه بالشواهد كيما تكون منهجًا للطلاب في دراستهم.

أما عدّتها فهي: (318) شاهدًا شعريًّا على المجموعة (أ) ، و (167) شاهدًا على المجموعة (ب) ، و (213) آيةً قرآنيّة، و (13) حديثًا، و (9) شواهد نثرية، وقراءة شاذّة واحدة في المجموعة (ب) ص86 من الموجز، على نصب الفعل المضارع.

ويبدأ كلّ تعليق برقم الشاهد، فالكلمة موضع الاستشهاد، فإعرابها، فإشارة إلى تطبيق القاعدة، وفي المجموعة الثانية بيان سبب عدم الاحتجاج.

وهذه الكتب اللغوية كانت نهضة علميّة في علوم اللغة العربية في الوطن العربي، وتميّزت بالأصالة والجدّة والتوجيه المعرفي، على حدّ تعبير الدكتور عمر الباشا [67] ، وهي طريق لاحبة للانطلاق إلى كتب التراث القديم للوقوف على معالمها ومحاولة استظهارها.

ولعلّ من الفائدة الإشارة هنا إلى أنّ الأستاذ الأفغاني قد كتب في شباط سنة 1968 تقريرًا رفعه إلى الجامعة السورية، أشار فيه إلى أغلاط المنجد والمنجد الأبجدي وطبع في دمشق بفصلة خاصّة من (12) صفحة سنة 1969.

كما ولا أنسى الإشارة إلى لقاء مجلّة الفيصل السعودية [68] مع الأستاذ الأفغاني رحمه الله حول النحو العربي وما يتصل به من قضايا معاصرة، وقد دار اللقاء حول: قضيّة تيسير النحو وخصومة القدماء والمحدثين، وقضيّة ضعف الطلاّب أسبابها وعلاجها، وقضيّة الشّواهد.

وقد ذكر الدكتور محمود الربداوي [69] وهو يعدّد كتب الأفغاني أنّ له كتابًا اسمه (منهج القواعد العربيّة) ، وذكر له الدكتور عفيف عبد الرحمن [70] كتابًا بعنوان (البحث اللغوي في بلاد الشام) . ولم أتبيّن الأوّل منهما إلا إذا كان مخطوطًا، أمّا الثاني فأظنّه كتاب (حاضر اللغة العربية في الشام) .

وأيّ كان، فإنّ هذه المؤلفات بعمقها وفائدتها إنما صدرت عن رجل له دراية ودربة في كتب التراث، وخبرة حافلة في البحث والتدريس، وستبقى علامات دالّة لطلبة العلم والبحث العلمي.

الكتب التي عُني بتحقيقها

إنّ اختيار المرء قطعة من عقله تدلّ على جهله أو فضله كما يُقال، وقد كان الأفغاني يعنى رحمه الله بانتقاء النفيس من المخطوطات؛ فمنهجه " يقوم على اختيار الموضوعات المبتكرة ويتعامل مع الموضوع المختار بدقّة العالم وعمق الباحث [71] "، وهو ما أشار إليه بقوله [72] : "كان من همّتي الولوع بنشر الآثار الأبكار التي لا تكاد تعرف". لذلك جاءت كتبه المحقّقة كما يقول تلميذه الدكتور محمد الصّبّاغ [73] على أعلى درجة من الإتقان والتّثبّت والتعليقات النفيسة الغنيّة بالفوائد.

وقد كان على دراية تامّة بكيفيّة إخراج الكتب وتحقيقها، يقول تلميذه الدكتور صلاح كزارة [74] : " لقد اهتدى أستاذنا الأفغاني منذ أوّل رسالة [75] حقّقها ونشرها سنة 1939 لهدي قواعد تنقد النّص نقدًا خارجيًّا (نقد السند) ، ونقدًا داخليًّا (نقد المتن) "، وأشير إلى أنّه كان يُصدّر كتبه المحقّقة هذه بمقدّمات ضافية وافية، يصف فيها المخطوط وأهمّيته والنّسخ التي اعتمد عليها، ثمّ حديث عن الكتاب وموضوعاته، وتعريف بالمؤلّف ومنهجه في المخطوط ... ثمّ يأتي في نهايتها بفهارس عامّة لها أثرها في خدمة البحث والباحثين.

وكما تجدر الإشارة إلى أنّ الكتب التي سنعدّدها هنا لها صلة وثيقة بمؤلّفاته؛ فقد حقق كتابين لابن حزم وترجَمَتَه في سير أعلام النبلاء، وكتاب الزركشي الإجابة وهو تطبيق على عِلم هذه السيّدة العالمة الفاضلة، إضافة إلى ترجمتها في سير أعلام النبلاء، وعلاقة الأفغاني بالسيّدة عائشة وابن حزم حميمة جدًّا.

وكتب (الإغراب في جدل الإعراب ولمع الأدلّة وحجّة القراءات) لها ارتباط وثيق بمؤلّفه (في أصول النحو) وكلّها صدرت بعده، أمّا (مغني اللبيب) الذي أشرف على تحقيقه ومراجعته، فقد كان يومًا مرجعه في منهاج النحو.

وسوف أعدّد كتبه التي عني بتحقيقها مع الإشارة إلى طبعاتها، وهي:

الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة للإمام بدر الدّين الزركشي (المتوفّى سنة794هـ-) :

صدرت طبعته الأولى عن المكتبة الهاشمية بدمشق سنة 1939، وأعاد طبعه المكتب الإسلامي في بيروت سنة 1970. وقدّم لهذا الكتاب بمقدّمة على جانب كبير من الأهمّية، "هي بحق المثل الأعلى للتحقيق النموذجي، سبق فيما ذكره كثيرًا من المحققين السابقين. وما ذكره في التقديم هو منهج أمثل لكلّ من يتصدّى للتحقيق من العلماء والباحثين" [76] .

رسالة في المفاضلة بين الصحابة لابن حزم الأندلسي المتوفّى سنة 456هـ- (انظر كتابه ابن حزم الأندلسي في المؤلفات) .

سير أعلام النبلاء (الجزء الخاص بترجمة ابن حزم) لشمس الدّين الذّهبي (ت 748هـ-) : صدر في طبعته الأولى سنة 1941 عن المكتبة الهاشمية بدمشق، وأعادت طبعه دار الفكر سنة 1969. وكان نُشٍر منجّمًا في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (المجلد16: الجزآن 9 (ص387-407) ، و10 (ص433-449) ، سنة1941م) .

سير أعلام النبلاء (الجزء الخاص بترجمة السّيدة عائشة) لشمس الدّين الذّهبي: صدر في طبعته الأولى عن المكتبة الهاشمية سنة 1945، وأعادت طبعه دار الفكر سنة 1970.

تاريخ داريّا ومن نزل بها من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين للقاضي أبي علي الخولاني (من القرن الرّابع الهجري) : أصدره المجمع العلمي العربي في دمشق سنة 1950، وأعادت طبعه دار الفكر مرّتين سنتي 1975و1984، وهو من منشورات جامعة بنغازي في ليبيا.

الإغراب في جدل الإعراب ولمع الأدلة في أصول النحو لابن الأنباري (ت577هـ-) : صدرا في مجلّد واحد عن الجامعة السوريّة سنة 1957، وأعادت طبعهما دار الفكر ثانية سنة 1971.

الإفصاح في شرح أبيات مشكلة الإعراب [77] للحسن بن أسد الفارقي (ت 487هـ-) : أصدرته الجامعة السورية سنة 1958، وأعادت طبعه جامعة بنغازي سنة 1974، وصدر للمرّة الثالثة عن مؤسّسة الرسالة في بيروت سنة 1980.

ملخص إبطال القياس والرأي والاستحسان والتقليد والتعليل لابن حزم: أصدرت طبعته الأولى الجامعة السوريّة سنة 1960، وأعادت دار الفكر طبعه ثانية سنة 1969. يقول الدكتور محمد خير البقاعي عن منهج الأفغاني في مقدّمة الكتاب [78] :" فصّل القول فيما كان أجمله في مقدّمة الكتاب الأول (ابن حزم) ، وهو ظاهرية ابن حزم التي دفعته إلى معاداة القياس مع أنّه ألّف في المنطق، ووضّح أنّ الظاهريّة هي الاتجاه المضادّ لحركة المستهينين بالنصوص ".

مغني اللبيب عن كتب الأعاريب [79] لابن هشام (ت762هـ-) : صدر أولا في دمشق سنة 1964، ثم توالت طبعاته عن دار الفكر في بيروت: (ط2/69، ط3/72، ط5/79، ط6/1985) .

حجة القراءات لأبي زرعة (من مخضرمي المئتين الثالثة والرابعة) : قامت بنشره للمرّة الأولى جامعة بنغازي سنة 1974، وتوالت طبعاته في مؤسّسة الرسالة: ط2/79، ط4/84، ط5/1997.

وقد قام الأفغاني بنشر رسالة السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله (التي بعث بها إلى شيخه في الطّريق محمود أبي الشامات، الحنفي الدّمشقي (المتوفّىسنة 1922م) ، شيخ الطّريقة الشّاذليّة اليشرطيّة، وبيّن فيها سبب خلعه عن الحكم) - في مجلّة العربي [80] الكويتيّة سنة 1972م، وقدّم بين يديها معالم في سيرة السّلطان، ومساومات هرتزل له والتّخطيط لخلعه، وقصّة هذه الوثيقة والهدف منها، ثمّ كلمة عن السلطان رحمه الله في ذاكرة شعبه.

البحوث

• هل في النحو مذهب أندلسي؟: نشر في صحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد في المجلّدين 7-8 سنتي 1959-1960، والبحث بنصّه مضمّن في كتابه (من تاريخ النحو) ص98 وما بعدها.

• نظرات في مشروع تيسير النحو [81] : قدّم في مؤتمر (حلقة تيسير النحو) المنعقد في كلية دار العلوم بالقاهرة من 4-9 فبراير سنة 1961، والبحث مضمّن في كتابه (من حاضر اللغة العربية) ص201-211.

• معاوية في الأساطير: قدّم في المؤتمر الدولي لتاريخ بلاد الشام من القرن السادس حتى القرن السابع عشر، المنعقد في الجامعة الأردنية بعمّان من20-25نيسان سنة 1974. والبحث منشور ضمن الكتاب الصادر عن المؤتمر ونشرت طبعته الأولى الدار المتحدة في عمان سنة1974. ونشره الأستاذ أيضّا في مجلة كلية الآداب بجامعة بنغازي ع6 سنة 1974؛ إذ كان يعمل لدى الجامعة الليبية.

• الاحتجاج للقراءات: نشر في مجلة مجمع اللغة العربية في القاهرة ع34 سنة 1974، وضمّنه الأستاذ في مقدمة تحقيقه كتاب (حجّة القراءات) لأبي زرعة.

• تصحيح الأصول: قدّم في مؤتمر الدورة 40 لمجمع اللغة العربية في القاهرة سنة 1974، وتبعته مناقشة حادة. وقد أدرجته في مقتطفاتها مجلّة اللسان العربي في الجزء الأول من المجلد السادس عشر ص234.

• البناء على الشاهد الأبتر: قدّم في مؤتمر الدورة 41 لمجمع القاهرة سنة 1975، ونشر في مجلّة كلية الآداب في الجامعة الليبية، ع7، سنة 1975.

• العمل فيما له روايتان من الشواهد: قدّم في مؤتمر الدورة 42 لمجمع القاهرة سنة 1976، ونشر في مجلّة كلّية الآداب في الجامعة الليبية، ع8، سنة 1976.

• محنة إلى زوال: قدّم في مؤتمر الدورة 43 لمجمع القاهرة سنة 1977.

• جهود المجمع العلمي الأول في خدمة العربية في الشام: نشر في مجلة مجمع القاهرة ع39 سنة 1977.

• من قصة العامية في الشام: قدّم في مؤتمر الدورة 44 لمجمع القاهرة سنة 1978، ونشر في مجلة المجمع ع41 سنة 1978.

• آخر ساجع في الشام: قدّم في مؤتمر الدورة 45 لمجمع القاهرة سنة 1979، ونشر في مجلة المجمع ع43 سنة 1979.

• من غرائب الأساليب: قدّم في مؤتمر الدورة 47 لمجمع القاهرة سنة 1981، ونشر في مجلة المجمع ع47 سنة 1981.

• مع الأخفش الأوسط في كتابه معاني القرآن: نشر في مجلة مجمع القاهرة ع48 سنة 1981.

• لغة الخبر الصحفي: قدّم في مؤتمر الدورة 49 لمجمع القاهرة سنة 1983، ونشر في مجلة المجمع ع51 سنة 1983.

• مزاعم الصعوبة في لغتنا: قدم بمناسبة احتفالات مجمع القاهرة بعيده الخمسين من (20-24) فبراير سنة 1984، ونشر في مجلة المجمع ع53 سنة 1984.

• ثلاث كلمات للاستعمال العام: قدّم في مؤتمر الدورة 50 لمجمع القاهرة سنة 1984، ونشر في مجلة المجمع ع54 سنة 1984.

• من معاني (إلاّ) في القرآن: قدّم في مؤتمر الدورة 51 لمجمع القاهرة سنة 1985، ونشر في مجلة المجمع ع56 سنة 1985.

• التربية عند ابن حزم: ضمن كتاب "من أعلام التربية العربية الإسلامية" المجلد الثاني، الصادر عن مكتب التربية العربي لدول الخليج بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، 1409هـ-.

• حياة كلمة: قدّم في مؤتمر الدورة 58 لمجمع القاهرة سنة 1992، ونشر في مجلة المجمع ع74 سنة 1994.

المقالات

• دين المتنبّي (بمناسبة المهرجان الألفي لأبي الطيب في دمشق من 23-29/تموز سنة 1936) : مجلّة الرّسالة (العددان161،162/ سنة 1936) .

• حول نبوة المتنبي: رد نُشر في الرسالة (ع170 سنة 1936) على مقال الأستاذ محمود شاكر " نبوة المتنبي" المنشور في الرسالة (ع167سنة1936) .

• حول نبوة المتنبي أيضًا: (رد نشر في الرسالة (ع174/1936) على مقالي الأستاذ محمود شاكر "نبوة المتنبي أيضًا " المنشورين في الرسالة (العددان 171،172/1936) .

• من مشاهد عكاظ المؤثرة (بمناسبة ذكرى المولد النبوي) : الرسالة (ع203/1937) . والمقال من كتاب الأستاذ سعيد " أسواق العرب " الذي كان يعدّه للطبع وصدر بعده سنة 1937.

• جهاد شهيد (من ثمرات الهجرة) : الرسالة (ع247/1938) .

• الجاحظ والسياسة: مجلة الثقافة المصرية (السنة الأولى/ع15/1939) .

• تعريف بكتاب الإجابة للزركشي: مجلة الثقافة المصرية (س1/ع19/1939) .

• ابن حزم الإمام المحب: مجلة الثقافة المصرية (س2، الأعداد 70،68،67، سنة1940) ، وهذه المقالات ملخّص بحث قام به عن ابن حزم وقد نشرت طبعته الأولى المكتبة الهاشمية بدمشق سنة 1940.

• أضرار التشجيع: الرسالة (ع366/1940) .

• معارج الأحداث: الرسالة (ع460/1942) .

• رسالة الطالب (مهداة إلى طلاب العرب في جميع الأقطار) : الرسالة (ع465/1942) .

• عائشة والسياسة: الرسالة (العددان314، 315 سنة 1939) .

• المرأة والسياسة: الرسالة (ع647/1945) .

• الصهيوني الأول (مهداة إلى الأقلام النبيلة المجندة لنصرة فلسطين) : الرسالة (العددان 651 سنة1945، و662 سنة 1946) .

• من نكبات الحزبية في تاريخنا: الرسالة (ع703/1946) .

• معاوية بين يدي عائشة: الرسالة (ع714/1947) .

• حذارِ يا سيدتي: الرسالة (ع731/1947) . والمقالات من (عائشة والسّياسة إلى حذار يا سيّدتي) من كتاب الأستاذ سعيد (عائشة والسياسة) الذي كان يعده للطبع، وصدرت طبعته الأولى فيما بعد سنة 1947.

• تاريخ مفترى للسلطان عبد الحميد: مجلة البيان الكويتية (ع35/1969) .

• في سبيل العربية: مجلة دعوة الحق المغربية (س13/ العددان 10،9/1970) .

• وثيقة وعبرتها (1) : مجلة دعوة الحق المغربية (س14/ع10/1972) .

• وثيقة وعبرتها (2) : مجلة دعوة الحق المغربية (س15/ع1/1972) .

• إنصافًا لطه حسين (دعوة لمراجعة كتابي حديث الأربعاء وفي الشعر الجاهلي) : مجلّة العربي (ع218/1977) .

• قصة الخط الحديدي الحجازي لم تتمّ فصولا..: مجلّة العربي (ع280/1982) .

المداخلات

(استدراكات وتعقيبات وردود وتحقيقات)

• موضوع النحت في مجلة مجمع دمشق: كلمة حياد نشرها في (م14/1936ص147-152) بين مارون غصن الذي كتب في (م13ص300) مقالا بعنوان: النحت في العربي وسيلة لتوسيع اللغة [82]- وسليم الجندي الذي رد عليه في (م13 ص359) .

• حول مقالة الطموح عند المتنبي (كافور وسيف الدولة في نظر الحق والتاريخ) : رد نشر في مجلة مجمع دمشق (م15/1937ص78-82) على مقالة علي رضا (الطموح عند المتنبي) المنشورة في مجلة المجمع (م14/1936) .

• رجاء إلى علماء العربية والاستشراق حول (السّرار) نشره في مجلة مجمع دمشق (م15/ 1937/ص313-314) .

• استدراك حول كتاب الإجابة نشره في مجلة مجمع دمشق (م16/1941/ص335-336) ، ورد على البيطار الذي كتب عنه في المجلة نفسها (م16/1941/ص129-132) .

• استدراك في مجلة الرسالة (ع422/1941ص993) على ما جاء في مقال غزوة حنين المنشور في الرسالة (ع417) حول ما نسب للرسول أنّه سئل عن الخوارج ...

• تحقيق نشر في الرسالة (ع431/1941ص1346-1347) يمنع نسبة الحديث الوارد في مقال غزوة حنين في الرسالة (ع417) المنسوب للرسول عن الخوارج.

• تهافت حول الإجابة أيضا: رد نشر في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (م17/1942/ص285-287) على مسلم الميداني الذي كتب عنه في المجلة نفسها (م16/1946/ص526-527) .

• ملاحظات لغوية نشرت في مجلة مجمع دمشق (م17/1942/ص381-382) على مقالة (الأوهام العاثرة) للكرملي المنشورة في المجلة نفسها (م17/1942/ص106-112) .

• تبرئة القضاء العربي من وصمة: رد نشر في مجلّة الرسالة (ع450/1942ص227) على ما أورد صاحب مقال (التبعة والعقوبة في المجتمع البشري) المنشور في الرسالة (ع445) من أن العرب أقروا شهادة الحيوان أمام القضاء.

• أولية سوق عكاظ: تصحيح نشر في الرسالة (ع454/1942ص337) لما ذكره الأستاذ علي حسن في الرسالة (ع451) مصحِّحًا لما في دائرة معارف وجدي عن افتتاح سوق عكاظ.

• تصحيح بعض العبارات نشرت في مجلة مجمع دمشق (م17/1942/ص190-191) لناشِرَيْ كتاب الإمتاع والمؤانسة (طبع لجنة التأليف والترجمة والنشر) .

• استدراكان لغويان نشرا في الرسالة (ع479/1942ص869) على تصحيحات الكرملي للجزء الثاني من الإمتاع والمؤانسة المنشورة في الرسالة (ع475) .

• تصحيح نشر في الرسالة (ع491/1942ص1109) لبعض سقطات الكرملي المنشورة في الرسالة (ع487) .

• الكرملي في قبضة الحق نشر في الرسالة (ع492/1942ص1126) .

• تصحيح نشر في الرسالة (ع493/1942ص1151) لرواية الحديث الذي رواه الكرملي ونشره في الرسالة (ع487) عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم.

• في النقد اللغوي رد نشر في مجلة مجمع دمشق (م19/1944/ص188-191) على أجوبة الكرملي على ملاحظاته اللغوية المنشورة في مجلة المجمع (م18/1943/ص476-479) .

• إرشاد نشر في الرسالة (ع554/1944ص156) لمن طلب في الرسالة (ع549) معلومات عن الشيخ محمد الطنطاوي.

• حول تاريخ داريا: تصحيح أخطاء نشرها في مجلة مجمع دمشق (م26/ج1/1951ص156) دل عليها سالم الكرنكوي.

• حول تصحيح سبعة أسطر: رد نشر في مجلة مجمع دمشق (م29/ج1/1954ص155-157) على محمد دهمان الذي كتب في المجلة نفسها (م28ج2/1953ص333-334) : تصحيح سبعة أسطر في تاريخ داريا.

• نسخة سادسة من قصيدة الواعظ الأندلسي في مناقب السيدة عائشة: تعقيب نشر في مجلة مجمع دمشق (م49ج3/1974ص658-661) على الأستاذ عبد الله كنون الذي يرى في مجلة المجمع (م48/ ص747) أنه السباق لنشرها.

• تعقيب نشر في مجلة العربي (ع239/1978ص138-139) على ما جاء في استطلاع (البحث عن مواقع التاريخ تحت رمال الجزيرة العربية المنشور في العربي ع234/1978) عن سوق عكاظ.

• تعقيب نشر في مجلة العربي (ع239/1978ص139) على ما جاء في مقال الدكتور محمد الدسوقي (عندما تحدث طه حسين عن كتبه) المنشور في المجلّة نفسها (ع234/1978) من نسبته للأفغاني أن طه لم يرجع عن رأي له في كتابه (في الشعر الجاهلي) .

المحاضرات والكلمات

• المرأة العربيّة في نشأة الإسلام: محاضرة ألقيت في قاعة مجمع دمشق في (5/12/1941م) .

• تحيّة جامعة دمشق: خطاب ألقاه في حفل افتتاح الذكرى المئوية التاسعة لوفاة ابن حزم في قصر قرطبة (قاعة الزليج) في 12/5/1963.

• الدكتور حسني سبح: قدّم في مؤتمر الدورة 57 لمجمع القاهرة سنة 1991، وهو حديث ترجم فيه لحياة الدكتور سبح الذي وافته المنية صباح يوم الأربعاء الموافق 31/12/1986، وجهودِه في خدمة العربية. وفي هذه السنة (1991) انتخب مجمع القاهرة الأستاذ الأفغاني ليحل عضوًا عاملاً محلّ الدكتور حسني رحمه الله.

• كلمة الأعضاء الخمسة الجدد في مجمع اللغة العربية في القاهرة: ألقاها بمناسبة انتخابه عضوًا عاملاً في 16/2/1991.

وأعتقد أنّ هناك الكثير من محاضراته التي لم أستطع الوقوف عليها، أرجو أن أوفّق إليها..!!

مع الكتب

(قراءة وتعريف ونقد)

ميدان كان أثره الكبير في الناس يتعلّمون فيه العربيّة من خلال تقارير يرفعها أهل الاختصاص إلى المجمع العلمي العربي في دمشق، وقد أشار إلى ذلك رحمه الله في معرض حديثه في الباب الثالث عن عمل المجمع العلمي في خدمة اللغة فقال [83] : " كانت الخطّة أن يُعهد إلى مختصّ من أعضاء المجمع أو غيرهم بدراسة كلّ كتاب يرد إلى المجمع، ونشر تقرير عنه في المجلّة يُعنى بالموضوع والأسلوب والحسنات والمآخذ ".

وقد وقفت على مجموعة من الكتب التي كانت للأفغاني رحمه الله له فيها وَقَفات متأنّية، تعريفًا بالكتاب وقراءة ونقدًا علميًّا، يهدف إلى تهذيب الكتاب ممّا علق به من شوائب غابت عن المؤلّف، يُقبل عليها بصدر رحب بعيدًا عن التشنّج والانحراف الذي يمارس هذه الأيام، مع أناس تحار في وصفهم بل تعرض عن ذكرهم، فما بضاعتهم مع أولئك الأساطين الذين أوفوا على الغاية بارّين بالعربية مخلصين.

والكتب التي أشرت إليها هي:

• كمال أتاتورك لمحمد محمد توفيق: كتب عنه في مجلة المجمع العلمي العربي في دمشق (م14/1936/ ص467-470) .

• ابن عبد ربه وعقده لجبرائيل سليمان جبّور: قرّظ له في مجلة مجمع دمشق (م15/1937، ص488-492) .

• مصطلح التاريخ لأسد رستم: كتب عنه في مجلة الثقافة المصرية (س2/ع90/1940، ص38-40) .

• نبذة العصر في أخبار ملوك بني نصر لمؤلف مجهول، نشره ألفريد البستاني، وعرّف به الأفغاني في مجلة مجمع دمشق (م16/1941/ص133-136) .

• كتاب الذخيرة [84] (لابن بسّام) أيضا: ملاحظات رفعها إلى الأساتيذ الأجلاّء محقّقي الكتاب نشرها في مجلة مجمع دمشق (م16/1941/ ص235-237) .

• رحلة الوزير في افتكاك الأسير للوزير محمد عبد الوهاب الغساني، نشره ألفريد البستاني: تلخيصٌ وتصحيحٌ نشره في مجلة مجمع دمشق (م16/1941/ ص269-278) .

• معرض الآراء الحديثة (العدد التاسع من عيون الأدب الغربي) لِ ج. لويس دكنسن، تعريب محمد رفعة: ملاحظات رفعها إلى المعرّب نشرها في مجلة مجمع دمشق (م16/1941/ ص371-375) .

• المعجم العربي نشأته وتطوره لحسين نصّار: كتب عنه في مجلة المجمع في دمشق (م44/1969/ ص913-924) .

• الأعلام العربية لإبراهيم السامرائي: بعض ملاحظات نشرها في مجلة مجمع دمشق (م44/1969/ص925-926) .

• صانعو التاريخ العربي لفيليب حتّي، ترجمة أنيس فريحة: دراسة نشرها في مجلة كلية الآداب-جامعة بنغازي بعنوان (ظاهرة وكتاب) في العدد السادس سنة 1974 (ص225-239) .

• معاني القرآن للأخفش الأوسط (تعريف ونقد) ، تحقيق فائز الحمد: وَقَفات من عمل المحقق عرض لها في مجلة مجمع اللغة العربية في القاهرة (الجزء46/1980/ ص188-194) .

الخاتمة

كنت في الصّفحات السّابقة قد تناولت شخصيّة الأستاذ سعيد الأفغاني، عالم العربيّة والنّحو العربيّ في بلاد الشّام في القرن العشرين، من جانبين: الأوّل منهما تحدّثت فيه عن سيرته وحياته؛ ميلاده ونشأته، وحياته العمليّة، والمجلاّت التي كان يكتب فيها، والمؤتمرات التي حضرها، والمجامع العلميّة التي كان عضوًا فيها، وصفاته وأخلاقه، ووفاته.

والثاني كان قائمة (بيبلوغرافيّة) بما نتج عن قلم الأفغاني رحمه الله من كتابات وتحقيقات في سبعة أقسام: المؤلّفات، والكتب التي عُني بتحقيقها، والبحوث، والمقالات، والمداخلات، والمحاضرات، ومع الكتب في قراءاته لها وتعليقه عليها.

وقد خلصت من هذا البحث إلى أنّ صاحبنا سعيد الأفغانيّ رحمه الله كان:

موسوعيًّا على طريقة العلماء العرب القدامى ممّن يحملون من كلّ علم بطرف، مع أنّه لا يحمل سوى إجازة في علوم العربيّة من جامعة دمشق.

مدرسةً في التّأليف والتّحقيق والتّأريخ، ونتاجه المتميّز يشهد له بذلك.

صاحبَ منهجٍ قويم في التّعليم والتّحليل، ما تغيّر فيه ولا تبدّل بتغيّر الأحوال وتبدّل الأزمان.

لذلك أقترح على المؤسّسات الأكاديميّة العلميّة، أو دور النّشر، أو أصحاب الصّدقات الجارية، أن يقوموا على تراث هذا العالِم الجليل الزّاخر بإعادة نشره، بأن تطبع كتبه طبعات جديدة، وأن يجمع ما تناثر له من بحوث ومقالات وغيرها في كتب خاصّة، كيما تكون قريبة بين يدي الباحثين.

وأوصي طلاّب العلم في مجال الدّراسات اللغويّة خاصّة، أن يتناولوا دراسة هذه الشّخصيّة، لأنّ فيها مادّة غنيّة وخصبة للبحث والتّأليف.

• ممّا وقع تحت يديّ وفيه ترجمات للأستاذ سعيد:

أوّلاً: قبل وفاته:

ما ظفرت به منثورًا في نتاجه وأعماله.

عبد القادر عيّاش: معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين، دار الفكر، ط1، 1985.

اتحاد الكتاب العرب: ملحق الأعلام رقم 64 (سعيد الأفغاني) ، جريدة الأسبوع الأدبيّ، دمشق، 1994. وتضمّن الملحق الموادّ الآتية:

سمر روحي الفيصل: سعيد الأفغاني (الافتتاحية) .

بطاقة تعريف.

د. عبد الإله نبهان: الأفغاني مؤرخ العربية.

د. عمر موسى باشا: الأفغاني الشامي معلم الجيل.

د. فايز الداية: صورة الأفغاني العالم والمعلم.

د. منى الياس: من دروس الأفغاني.

مظهر الحجي: الأفغاني أستاذًا.

د. محمد خير البقاعي: الأفغاني وابن حزم.

حسان فلاح أوغلي: الأفغاني ومذكراته في النحو.

د. صلاح كزارة: الأفغاني محقّقًا.

شوقي ضيف: الأستاذ سعيد الأفغاني (تعريف به بمناسبة انتخابه عضوًا عاملاً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة) ، مجلّة المجمع، القاهرة، ج72، 1993.

ثانيًا: بعد وفاته:

الأستاذ زهير الشاويش: (نقاط مضيئة من حياة الأفغاني) ، صحيفة اللواء، الأردن، ع1241، 1997.

الدكتور مازن مبارك: (الأستاذ الأفغاني خسرناه رجلا ... ) ، جريدة الثورة، دمشق، ع، 1997.

الدكتور محمد الصبّاغ: (العلامة سعيد الأفغاني فقيد العربية) ، مجلة المجتمع، الكويت، ع1243، 1997.

عبد المجيد القادري: (التجاهل الإعلامي لوفاة سعيد الأفغاني) ، مجلة المجتمع، الكويت، ع1246، 1997.

(رحيل سعيد الأفغاني) ، مجلة الفيصل، السعودية، ع245، 1997.

الدكتور محمود الربداوي: (ورحل الأستاذ سعيد الأفغاني) ، مجلّة الفيصل، السعودية، ع246، 1997

طور بواسطة نورين ميديا © 2015