حمود بن عبد الله التويجري

ترجمة العلامة حمود بن عبد الله التويجري

اسمه ونسبه: هو الشيخ العالم العلامة أبو عبد الله حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرخمن التويجري من قبيلة بكر بن وائل بطن من ربيعة.

مولده: ولد الشيخ بمدينة المجمعة في يوم الجمعة الخامس عشر من شهر ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف (1334) .

- توفي والده عام 1342

طلبه للعلم:

- ابتدأ الشيخ القراءة على يد الشيخ أخمد الصانع عام 1342 وذلك قبل وفاة والده رحمه الله بأيام قلائل. تعلم على يديه مبادئ القلراءة والكتابة، ثم حفظ القرآن على يديه ولم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، كما قرأ عليه " الثلاثة الأصول" الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

شيوخه:

-ابتدأ القراءة على الفقيه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري قاضي المجمعة وتوابعها وفقيهها وعمره إذ ذاك 13 سنة، ولازمه ما يزيد على ربع قرن من الزمن، قرلأ عليه في شتى العلوم النافعة.

- أجازه في الرواية " الصحاح" والسنن والمسانيد، وفي رواية كتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم.

- قرأ على الشيخ الفقيه العلامة محمد بن عبد المحسن الخيال قاضي المدينة سابقا في النحو والفرائض.

- كما قرأ على سماحة العلامة الفقيه عبد الله بن محمد بن حميد، اللغة والفرائض.

- روى عن الشيخ العلامة المجاهد سليمان بن حمدان قاضي مكة والمدينة سابقا حديث الرحمة المسلسل بالأوّليّة، وأجازه أيضا بجميع مروياته.

أعماله:

- أُلزِم الشيخ بالقضاء عام 1368 ثم عام 1369 إلى عام 1372، ثم اعتذر من القضاء.

- طُلب للعمل في مؤسسات علمية كثيرة، مثل: كلية الشريعة، الجامعة الإسلامية، دار الإفتاء، لكنه اعتذر عن ذلك كله آثر التفرغ للعلم والبحث والتأليف.

- استمر في العلم والتحصيل وبث ذلك في المؤلفات.

مؤلفاته:

- بلغت مؤلفاته أكثر من خمسين مؤلفا.

- كما له تنبيهات وتعليقات عل كتب كثيرة.

تلاميذه:

- لأسباب كثيرة لم يجلس الشيخ للطلبة، ولهذا قل تلاميذه، ومنهم:

- عبد الله الرومي

- عبد الله محمد الحمود

- ناصر الطريري

- زيد الغانم

- كما قرأ عليه أبناؤه

- كما أجاز رحمه الله عددا من أفاضل العلماء، والدعاة.، منهم العلامة ربيع المدخلي، وإسماعيل الأنصاري،وغيرهم..

أخلاقه:

- كان رحمه الله يتسم بخلق جم، وأدب رفيع، كان وقافا عند حدود الله.

- وقال مرة بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية: " إن الشيخ ناصر من أحق من يُعطاها لخدمته للسنة ".

- ولقد دعاه الشيخ إلى منزله حين زار الألباني الرياض في عام 1410.

- كان يقرأ في صلاة الليل كل يوم أربعة أجزاء ونصف تقريباً.

مرضه ووفاته:

ابتدأ المرض بالشيخ منذ ثلاث سنوات تقريبا، لكنه كان يكتم ذلك ويخفيه، حتى اشتد عليه في السنة الأخيرة، فأدخل عللى اثر ذلك المستشفى ثلاث مرا، كان آخرها قبل وفاته بيومين.

وقد وافاه أجله في آخر ساعة من يوم الثلاثاء الموافق 5/7/1413، عن عمريناهز 78 عاماً وستة أشهر وعشرين يوماً.

ودفن بمقبرة النسيم.وقد أم المصلين سماحة الشيخ بن باز رحمه الله تعالى.

--------------

بواسطة العضو /عبد الله بن خميس

ترجمة أخرى من: موقع شبكة سحاب السلفية

الشيخ حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التويجري من آل جبارة - بتشديد الباء الموحدة التحتية - بطن كبير من قبلة عنزة القبيلة الوائلية الربعية العدنانية.

ولد المترجم - حيث تقيم أسرته - في مدينة المجمعة عاصمة بلدان سدير، وذلك في عام 1334 هـ، وفي صباه شرع يقرأ في كُتاب المربي - أحمد الصائغ - وذلك في عام 1342 هـ، وتوفي والده بعد ذلك بأيام قليلة، وكان عمر الشيخ إذ ذاك ثمان سنوات، فتعلم مبادىء القراءة والكتابة في هذا الكُتاب، ثم حفظ القرآن الكريم، وهو لم يتجاوز الحادية عشر من عمره.

كما قرأ في هذه السن المبكرة مختصرات الكتب العلمية في التوحيد والحديث والفقه والفرائض والنحو.

ومما قرأ على الشيخ أحمد الصايغ (الأصول الثلاثة) للشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -.

ولما بلغ سن الشباب لازم حلقة الفقيه قاضي بلدان سدير الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، واستمر في القراءة عليه ربع قرن، قرأ عليه فيها شتى العلوم والفنون من التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصولها والفرائض والنحو وكتب السيرة والتاريخ والأدب وغيرها.

ومن الكتب التي قرأها عليه:

1- فتح الباري للحافظ ابن حجر.

2- والمغني لابن قدامة المقدسي.

3-، ومنهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية.

4- ودرء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية.

5- والفتاوى المصرية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية.

6- وزاد المعاد لابن القيم.

وطائفة من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمة الدعوة، وغيرها كثير.

كما حفظ أثناء هذه القراءة عدداً من متون العلم، فأدرك عليه إدراكاً تاماً في كل ما قرأ، وذلك لمثابرته على الدرس، وحرصه عليه، ولما لديه من موهبة الحفظ والفهم.

وقد أجازه شيخه عبد الله العنقري إجازة مطولة بالرواية عنه كتب الصحاح والمسانيد والسنن، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والفقه الحنبلي عامة، وجميع مروياته لكتب الأثبات، وقبل ذلك حدثه بحديث الرحمة المسلسل بالأولية.

ولما تعين الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضياً للمجمعة وبلدان سدير شرع في القراءة عليه، فقرأ عليه في الفقه والفرائض واللغة.

وقرأ أيضاً على الشيخ الفقيه العلامة محمد بن عبد المحسن الخيال قاضي المدينة سابقاً في النحو والفرائض.

وقرأ أيضاً على الشيخ سليمان بن حمدان أحد قضاة مكة المكرمة، وروى عنه مسلسل الحنابلة بالأولية، وهو حديث: ((الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) . وأجازه أيضاً بجميع مروياته للصحاح والسنن والمسانيد والأثبات وقد ذكر ذلك كله الشيخ حمود - رحمه الله - في ثبته المسمى (إتحاف النبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء) .

ولما تضلع المترجم من علوم الشريعة واللغة على يد هؤلاء العلماء الأعلام، وبعون الله تعالى ثم بهمته وإقباله على تحصيل العلم ألزم بقضاء بلدة (رحيمة) بالمنطقة الشرقية، وذلك في عام 1368 هـ، وبعد نحو نصف سنة نقل إلى قضاء بلدة الزلفي، وبقي قاضياً فيها حتى عام 1372 هـ، ثم طلب الإعفاء من القضاء فأعفي.

وللمترجم همة عالية بالعلم والبحث فيه، ولذا فرغ وقته له، فصار يؤلف الكتب الكبار والصغار، وصار فيها فائدة ونفعاً كبيراً، ذلك أنه تصدى للتأليف في مسائل قد وقع الناس فيها، أو يؤلف على شبه وأمور أحدثت في المجتمع، فتصدى لمثل هذه الأمور، وبينها وأوضحها بالأدلة القوية والحجج الواضحة، فصار لها القبول، وصارت فيها الفائدة.

وكان نهار المترجَم للعلم بحثاً وكتابة، منذ بزوغ الشمس إلى غروبها، إلى صلاة العشاء، وربما جلس بعد صلاة العشاء قليلاً بمكتبته يكمل ما ابتدأه بالنهار، وذلك في آخر حياته. وأما ليله فيقضي جزءاً كبيراً منه في التهجد والصلاة، حضراً كان أو سفراً.

وقد بلغت مؤلفاته أكثر من خمسين كتاباً ورسالة طبع منها نحو أربعين، ومن تلك المؤلفات:

1- إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة.

2- الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر.

3- إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية.

4- تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران.

5- القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

6- الرد على من أباح الربا الجاري في بعض البنوك.

7- تغليظ الملام على المتسرعين في الفتيا وتغيير الأحكام.

8- الإيضاح والتبين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين.

9- قصص العقوبات والعبر والمواعظ.

10- إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة، رداً على أحمد بن محمد الغماري.

11- الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي.

12- الانتصار على من أزرى بالمهاجرين والأنصار رداً على (عبد الله السعد) .

13- السراج الوهاج لمحو اباطيل أحمد شلبي عن الإسراء والمعراج.

14- إنكار التكبير الجماعي وغيره، وهو أول كتاب طبع له.

15- ثبت سماه " إتحاف النبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء ".

16- الإجابة الجلية عن الأسئلة الكويتية.

17- إعلان النكير على المفتونين بالتصوير.

18- إقامة البرهان في الرد على من أنكر خروج المهدي والدجال ونزول المسيح في آخر الزمان.

19- تحذير الأمة الإسلامية من المحدثات التي دعت إليها ندوة الأهلة الكويتية.

20- تحريم الصور والرد على من أباحه.

21- تنبيه الإخوان على الأخطاء في مسألة خلق القرآن.

22- الدلائل الواضحات على تحريم المسكرات والمفترات.

23- ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق.

24- الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل.

25- الرد على الكاتب المفتون.

26- الرد على من أجاز تهذيب اللحية.

27- الرد القويم على المجرم الأثيم.

28- الرؤيا.

29- الصارم البتار للإجهاز على من خالف الكتاب والسنة والإجماع والآثار.

30- الصارم المشهور على أهل التبرج والسفور.

31- الصواعق الشديدة على أتباع الهيئة الجديدة.

32- عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن.

33- فتح المعبود في الرد على ابن محمود.

34- فصل الخطاب في الرد على أبي تراب.

35- القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ.

36- التنبيهات على رسالة الألباني في الصلاة.

37- إقامة الدليل على المنع من الأناشيد الملحنة والتمثيل.

38- الشهب المرمية لمحق المعازف والمزامير وسائر الملاهي بالأدلة النقلية والعقلية.

39- دلائل الأثر على تحريم التمثيل بالشعر.

40- تبرئة الخليفة العادل والرد على المجادل بالباطل.

41- الرسالة البديعة في الرد على أهل المجلة الخليعة.

وقد صدر عدد من مؤلفات المترجَم ببعض تقاريظ من العلماء الأفذاذ من أمثال الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -، والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد - رحمه الله -، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -، والشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله -، مما يدل على أهمية مؤلفات الشيخ حمود - رحمه الله - ومكانته العلمية المرموقة لدى هؤلاء الأئمة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد قدم له الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - عدد من الكتب، اطلعت منها على ما يلي:

. " فتح المعبود في الرد على ابن محمود " وهو رد على عبد الله بن زيد بن محمود.

. " الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر " وهو أيضاً رد على عبد الله بن زيد بن محمود.

. " فصل الخطاب في الرد على أبي تراب "

. " عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن ".

. " إعلان النكير على المفتونين بالتصوير ".

. " إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية ".

وقد تصدى المترجم لكل من حاد عن سبيل الله من الكتاب المعاصرين، وجعل يرد عليهم بقلمه، منافحاً عن السنة، مدافعاً عن العقيدة الصحيحة؛ عقيدة أهل السنة والجماعة، وربما نشر ذلك في كتابات ومقالات في بعض الصحف المحلية والخارجية.

وكان المترجم، يعرض بعض ما يكتبه من الردود على سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله -، مما جعل سماحة الشيخ محمد يُقدر له هذا المجهود في الرد على المخالفين، وكان سماحته يكن للشيخ حمود محبة عظيمة، فقد ذكر بعض تلاميذ سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - أنه كان يحب الشيخ حمود التويجري - رحمه الله - حتى إنه ذات مرة رأى الشيخ حمود يقرأ على الشيخ محمد أحد ردوده التي ألفها ضد بعض المبتدعة، فلما نهض الشيخ حمود وانصرف قال الشيخ محمد: الشيخ حمود مجاهد جزاه الله خيراً.

قلت: قد وافق سماحة الشيخ - رحمه الله - السلف في مقالته العظيمة هذه، قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: ((الراد على أهل البدع مجاهد، حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد)) .

كما أن للمترجم تعليقات وتعقيبات وتصويبات، على ما يقرأ، من ذلك تعليقات كثيرة على نسخة مسند الإمام أحمد بن حنبل المطبوعة بتحقيق أحمد شاكر، وتعليقات على فتح الباري، وتعقيبات على مستدرك الحاكم دونها بهامشه.

تلاميذه:

شغل المترجَم نفسه بالتأليف والبحث عن الجلوس لطلاب العلم، وهذا ما جعل الآخذين عنه قلة، منهم على سبيل المثال لا الحصر:

1- عبد الله الرومي.

2- عبد الله بن محمد بن حمود.

3- أبناؤه: الدكتور عبد الله، ومحمد، وعبد العزيز، وعبد الكريم، وصالح، وإبراهيم، وخالد.

وقد أجاز عدد من العلماء، من أشهرهم:

1- الشيخ إسماعيل الأنصاري.

2- الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد.

3- الشيخ سفر الحوالي القطبي، واقرأ الأسطر التالية.

4- الشيخ سليمان العودة القصيمي الإخواني، وقد اصدرت هيئة كبار العلماء فيه وفي سفر بياناً مشهوراً لحماية الأمة من أخطائهما التي معظمها في العقيدة، كدعوتهما للخروج على ولاة الأمر، وتبنيهما لرؤوس البدع والضلالة في هذا العصر، وتهوينهما من شأن العقيدة والتوحيد، ولمزهما لكبار علماء أهل السنة والجماعة في هذا العصر، وقد حذر العلامة محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله من أشرطة هذين ونصح بأشرطة العدول الذين لا يعرفون بالفكر الثوري.

فلا أظن سلمان وسفر قد استفادا من المُترجم إلا التشبع بالإجازة بينما هما على النقيض من منهجه تماماً.

5- الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم القاسم.

6- الشيخ ربيع المدخلي إمام الجرح والتعديل في هذا العصر كما قال ذلك عنه الألباني - رحمه الله -، وهو من قال عنه بن عثيمين - رحمه الله - أنه لا يُسأل عن ربيع، ولكن يُسأل ربيعاُ عني، أو كلمة نحوها.

7- الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ الوزير الحالي للشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية.

8- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد.

9- الشيخ عبد الرحمن الفريوائي.

... وغيرهم.

وذلك أن للمترجم منزلته وثقله عند أهل العلم، ويرغبون اتصال سندهم بسنده.

وقد وصفه عارفوه بالتقى والصلاح والإقبال على الله تعالى بأنواع العبادات، فهو من التالين لكتاب الله، ومن أصحاب التهجد والصلوات، ومن المعرضين عما لا يفيد ولا ينفع، ولذا فإنك لا تجده إلا متعبداً أو باحثاً، هذا مع بُعده عن الظهور وجلب الأتباع، وإنما عليه السكينة والوقار مع تواضع وحسن عشرة.

وكان للمترجم ردود بينه وبين الإمام المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله -، ورغم ذلك بقيت الرحم السلفية قائمة بين الإمامين، وقد تجلى ذلك في صور رائعة منها:

أولاً: حرص الشيخ حمود -رحمه الله - على الرد على المقالة التي يرى أن الشيخ الألباني - رحمه الله - لم يحالفه الصواب فيها، مع حرصه على مكانة المردود عليه، فقد جاء أحد محبي الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله - معاتباً حيث توجد عبارة للشيخ حمود في كتابه (الصارم المشهور) رداً على الألباني، فطلب الشيخ الكتاب، وكان مهيئاً لإعادة الطبع، فنظر إلى الموطن المشار إليه، ثم ضرب عليه.

ثانياً: حرص الشيخ حمود -رحمه الله - على استضافة الألباني - رحمه الله - في منزله حينما زار الألباني الرياض عام (1410 هـ) ، وقد حُدثت عن بعض من حضر تلك الدعوة أن الشيخ كان في قمة اهتمامه وحفاوته بالألباني - رحمه الله -.

ثالثاً: ثناء الشيخ حمود -رحمه الله - على الألباني - رحمه الله -، فمن مقالاته فيه:

. قال مرة بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية: ((إن الشيخ ناصر من أحق من يُعطاها لخدمته السنة)) .

. ثناؤه على الألباني - رحمه الله - وشكره له اعتنائه بشأن الصلاة، وعلى إنكاره على المبتدعين في النية، وعلى رده على من أنكر الصلاة على آل النبي - صلى الله عليه وسلم -. وعلى إنكاره على المحافظين على التوسلات البدعية وكان مما قاله - رحمه الله -: ((والله المسئول أن يجعلنا وإياه من حزبه المفلحين الذين يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)) .

. قال: ((الألباني - الآن - علم على السنة، الطعن فيه إعانة على الطعن في السنة)) .

قلت: وقد ذكرتني كلمات الشيخ حمود - رحمه الله - بكلمات جميلة للإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - حيث يقول: ((بعض الناس ذهب إلى المنع من تحلي النساء بالذهب، وكتب في ذلك، وهذا خلاف ما في الأحاديث المصرحة بذلك، والذي كتب في ذلك ناصر الدين الألباني - وهو صاحب سنة ونصرة للحق ومصادمة لأهل الباطل ... )) الخ كلامه - رحمه الله.

ومثل هذا الثناء والتلطف إنما يكون مع أئمة السنة، وليس مع أئمة الضلال والبدع كما يريد ذلك من قعد لمنهج الموازنات البدعي!

هؤلاء الذين لا يطبقون منهج الموازنات المُحدث إلا على رموزهم من أهل البدع، أما السلفيون فليس لهم إلا الهمز واللمز عند هؤلاء الضلال، مثال ذلك قول سفر الحوالي عن سيد قطب - رغم ماعنده من الطوام والبدع -: ((سيد قطب رحمه الله الذي ما كتب أحد أكثر مما كتب في هذا العصر في بيان حقيقة لا إله إلا الله وضرورة مفاصلة المشركين ومجانبتهم ومعاداة اليهود والنصارى)) .

بينما سفر يقول عن الألباني - رحمه الله - بالإرجاء في كتابه ((ظاهرة الإرجاء)) ، ولقد أخبرني من أثق به أنه قد اتصل بالعلامة محمد بن عثيمين - رحمه الله - وقرأ عليه من هذا الكتاب، فذكر الشيخ أن هذا من كلام الخوارج، وأوصى المُتصل أن يعرض الكتاب على أحد كبار المسؤلين بوزارة الداخلية لمنعه، والكتاب ممنوع ولله الحمد.

وللمترجم همة عجيبة، ولا يحب الاعتماد على الغير وإن كان من أقرب الناس إليه، يقول أبناؤه: ما كان الشيخ يطلب من أحد شيئاً البتة، وحتى بعد أن ضعفت صحته، فكان يقوم بإعداد الشاي والقهوة بنفسه، مع إلحاح أبنائه عليه بعدم فعل ذلك راحة لجسده، بل إنا لنجد أبعد من هذا عند شيخنا، فهو خادم رفقته في السفر، حتى وقد تقدمت به السن، مع حظوته وتقدير الرفقة العظيم له، وقد يقوم بإعداد الطعام، ومن ذلك أنه كان يقوم الليل الآخر كعادته ثم يضطجع اضطجاعة خفيفة حتى يحين وقت الصبح فيسخن الماء لرفقته من أجل الوضوء.

واكتفى ببعض التجارات التي لم يكن يليها بنفسه، فكان زاهداً في الدنيا، وقبل وفاته أعطى أكبر أبنائه جميع ما يملك - ولم يكن شيئاً كبيراً - ليتصدق به كله، فلم يخلف -رحمه الله- وراءه عقاراً أو مالاً، سوى البيت الذي يعيش فيه مع أبنائه.

وما زال على صفاته الجيدة حتى توفي في مدينة الرياض في 5/7/1413 هـ، وصُلي عليه في مسجد الراجحي، ودفن في مقبرة النسيم في جمع كبير من الناس فيهم العلماء وطلاب العلم، والجميع متأسفون عليه شاعرون بألم فراقه. رحمه الله تعالى.

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.

آمين.

كتبه عبد الله بن عبد الرحمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015