محمد بن عمرو عبد اللطيف

وهاكم ترجمة أرويها بما رأيته بنفسي وعن تلاميذ الشيخ القدماء

والمحدثين ... هو الشيخ المحدث الأجل الكريم الحيي العلامة النابغة الجهبذ المتواضع بقية السلف الزاهد ... محمد بن عمرو عبد اللطيف ...

ابتدأ طلب العلم في مقتبل شبابه، فكان يحفظ صحيح الجامع، أثناء سماع المحاضرات في كلية التجارة في حلوان كما حدثني

الشيخ فريد هنداوي من رفقاء الشيخ في الطلب حفظه الله ... كان معروفا بشغفه بالحديث يوم كانت مصر يعد طلبة العلم فيها من السلفيين على الأصابع ...

وقد كان من المحدثين الذين لهم دور في نشر علم الحديث بعد الشيخ أحمد شاكر الشيخ المطيعي رحمه الله، وهو الشيخ

نجيب، غير الشيخ بخيت، الذي كان أسبق وكان حنفيا مفتيا

للديار المصرية ...

وشيخ شيخنا هو محمد نجيب المطيعي، الذي كان يدرس من صحيح البخاري في الزاوية الحمراء، حي من أحياء القاهرة ...

وقد حضر عليه الشيخ أبو إسحاق والشيخ محمد عمرو وكثير من طلبة العلم في ذلك الزمان، من السبعينات من القرن

المنصرم ...

واختص الشيخ محمد عمرو بالشيخ المطيعي حتى أجازه بصحيح البخاري وبتكملة المجموع للنووي ... ولي إجازة عن

شيخنا أبي ألأشبال عنه (بنزول للأسف) ...

عكف الشيخ عمرو على دراسة كتب الشيخ الألباني وكان به مغرما، محبا معظما، وهكذا كل طلبة علم الحديث في هذا

العصر، ما من أحد إلا وهو عالة على الشيخ الألباني في فهم العلم وحبه والتعمق فيه.. ولا أعد مغاليا إن قلت إنه لولا مؤلفات الشيخ الألباني وما قدره الله تعالى لعمله من الانتشار ما كان

لعلم الحديث أن تقوم له قائمة في هذا العصر الحديث ...

فجزى الله الشيخ الألباني خير الجزاء ...

درس الشيخ كثيرا من الكتب، سواء في المصطلح، مثل نزهة النظر، وعلل الترمذي وغيرها ...

وكان في دروسه يحقق ويشرح ويتوسع حتى تخرج عليه يديه الكثير من طلبة العلم ...

وقد أخبرني الثقة أنه رأى الشيخ الفقيه محمد عبد المقصود يحضر على الشيخ محمد عمرو ويجلس بين يديه مستمليا

مثل غيره من التلاميذ، فلله دره من متواضع ...

ابتلي الشيخ بالفقر والعوز والتضييق من الأجهزة الأمنية، وكثيرا ما كانت دروسه تمنع، فكنا نتندر على هؤلاء الطغاة كيف يمنعون درس الشيخ محمد عمرو وليس فيه إلا حدثنا وأخبرنا، فهذا

إن دل على شيء فإنما يدل على عدواة أولئك الخلق لدين

الإسلام نفسه..

حدثني الثقة أن مجلسا جمع بين الشيخ عمرو الشيخ أبي إسحاق وكثير من المشايخ وطلبة العلم، فقال الشيخ عمرو: أنا مزنوق، فقال له الشيخ أبو إسحاق، من أين أتيت بها، فبادر الشيخ

وأمسك بمسند أحمد وأخرج له حديثا فيه هذه اللفظة ...

فقال له الشيخ أبو إسحاق: لا شك أنك أعلمنا ...

وهكذا ... ما علمت أحدا من أهل الحديث في مصر إلا وهو يقدم الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف، وخاصة في الحفظ والاستحضار.

وقد حدثني الشيخ فريد هنداوي وهو كان رفيقه وصديقه أن الشيخ محمد عمرو أخبره أنه لا يوجد رجل في التهذيب إلا وهو يستحضر حاله، وكفى بهذا حفظا في مثل هذا الزمان ...

هذا بخلاف حفظ الشيخ للمتون والروايات وأمور أخرى لا يعرفها

إلا من عاصر الشيخ وزامله..

الشيخ شديد التواضع، خفيض الجناح لأخوانه، ولكنه مع ذلك شديد الصراحة قوي في اتباع السنة، لا تأخذه في الله لومة

لائم، وكم جنت صراحته عليه مع إخوانه، فكان يظن البعض به الشدة في حين أن الشيخ لا يبغض أحدا، فإنه إذا نبه أحدا

على سنة وزجره، فهذا مع كمال حبه للأخوان وشدة تواضعه

لهم ...

وكان إذا رأى أحد الشباب الملتزم يبتسم ويسر ويسلم عليه كأنه عالم من العلماء ... لله دره ...

هذا بعض ما في الجعبة ... ولم أتشرف بالتلمذة على الشيخ ولكن تشرف أخي وتوأمي ... ومنه أنقل الكثير من الروايات ...

والحمد لله رب العالمين.

رضا احمد صمدى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015