قَالَ: وَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطَالَ الْجُلُوسَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا كَيْ يَقُومَ فَيَتْبَعَهُ، فَلَمْ يَفْعَلْ، فَدَخَلَ عُمَرُ فَرَأَى الرَّجُلَ، وَعَرَفَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[17]- الْكَرَاهِيَةَ لِمَقْعَدِهِ، فَقَالَ: لَعَلَّكَ آذَيْتَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَفَطِنَ الرَّجُلُ، فَقَامَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُمْتُ ثَلَاثَ مِرَارٍ كَيْ يَتْبَعَنِي، فَلَمْ يَفْعَلْ» فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذَتْ حِجَابًا، فَإِنَّ نِسَاءَكَ لَيْسَ كَسَائِرِ النِّسَاءِ، وَذَلِكَ أَطْهُرُ لِقُلُوبِهِنَّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: 53] الْآيَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ