محاولة تحرير معنى (ما خطبك) {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} [الحجر: 57، الدّاربهات: 31]، أي ما الأمر العظيم الذي ابتَعَثكم. {قَالَ مَا خَطْبُكُمَا}: ما الذي جعلكما تقفان بغنمكما العطْشى ناحيةَ والبئر قَرِيب؟ {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ} [يوسف: 51]: ما دفَعكُن إلى هذا المسلك. أمَّا إجابتهن {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ} [يوسف: 51]، ففيها تحول عن إجابة السؤال إلى الكلام عن براءة يوسف وطهارته ليكتسبن البراءة في ظله هو [وينظر المحرر الوجيز]. وفي قول الحارث بن حلزة ... (فأتانا ...... خَطْبٌ نُعْنَى به ونُسَاء) وقول المرقش الأصغر. ... (... جاهرَتْ بخَطْب جليل)
[شرح السبع الطوال 445، 446] تأييدٌ لرأي الراغب.
ومن المعنى المحوري المذكور خُطْبة الخطيب (على المنبر) لأن هدف الخطبة لفت الناس (أي جذبهم بلطف) إلى أمْرٍ أو فكرة.
ومن هذا أيضًا المخاطبة: مراجعة الكلام والمشاورة (كلٌّ يريد أن يلفت أو يجذب صاحبه إلى وجهة نظره)، {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63] أي خاطبوهم بما لا يسوغ الخطاب به " [بحر 6/ 469] (وهذا كما يقال: نال منه)، {وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا} [هود: 37، المؤمنون: 27]: لا تسألنى لهم نجاة أو غيرها [ينظر بحر 6/ 372]. {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا} [النبأ: 37] الضمير لذوي القدر الذين يُظَن أنهم يملكون، وغيرهم من باب أولى -لا يملكون أن (يسألوه) سبحانه إلا في ما أُذِن لهم فيه. [ينظر قر 19/ 186، بحر 8/ 407]. {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ