ترعاه الماشية مما يَنْبُت من الأرض "، والكلأ كذلك، إلا أنه نُصّ في معنى الكلأ على أنه يقع على العُشْب الرَطْب كما يقع على اليابس منه، ولم يُنَصّ في معنى المرعى على ذلك، لكن الواقع يشهد أن المرعى يختلط فيه اليابس بالرَطْب. فالأبّ، والكلأ والمرعى كأنهن سواء من هذه الناحية، وتفسير الأبّ بأيٍّ منهما هو الدقيق.
ويؤيد هذا ما أنشده ابن دريد:
جِذْمُنا قَيْسٌ، ونَجدٌ دارُنا ... ولنا الأبُّ به والمَكْرَعُ
فَقَرَنه بالكَرْع الذي هو شُرب الأنعام؛ فدل ذلك على أن الأَبَّ هو مرعاها [جذمنا قيس: أي أصلنا قبيلة قيس]. وكذلك قوله: {فأنبتَّ أَبًّا وغُلْبَ الشجر}
فقرنه بغُلْب الشجر، وهي عظامها، فدلّ على أنه من صغارها، كالغالب في حالة المَرعَى. والقَضْبُ أغصان دقيقة أيضًا. وفي حديث قُسّ: "فجعل يَرْتع أبّا، وأَصيدُ ضبّا "والرتْع للبهائم في المرعى (?).