محركة: خلاف البدو، إذ كانوا مجتمعون ويقيمون حول مياه المناهل وبجذبها {عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} [الأعراف: 163] هي أيلة أو طبرية أو ... أي كانت بقرب البحر تقول كنت بحضرة الدار أي بقربها [قر 7/ 305] كأنها تقابل محاضر البرّ أي القرى التي في البادية.
ومن الانتقال بقوة (إلى مَجْمع) "حَضَر بمعنى جاء " [البقرة: 196، 282، آل عمران: 30، النساء: 8، الكهف: 49، المؤمنون: 98، الأحقاف: 29] ومن هذا أيضًا {وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} [يس: 75] يمنعون منهم ويدفعون عنهم [قر 15/ 57] واستعمل الإحضار للإتيان بالخلق إلى موقف الحساب يوم القيامة فكانه بمعنى الحشر. ومنه {فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ} [يس: 53]: مجموعون أُحضِروا موقف الحساب [قر 15/ 43] وكذا ما في [القصص: 61، يس: 32، الصافات: 127/ 158] ومنه حضور العذاب أي صُلِيُّه كما في [الروم: 16، سبأ: 38، الصافات: 57]. وبعض ما سبق هذا الأخير يصلح فيه هذا المراد أيضًا. و "حُضِر المريض واحتُضر -للمفعول: نزل به الموت (تحضره ملائكة لا يُرَوْن) وبهذا المعنى ما في [البقرة: 133، 180، النساء: 18، المائدة: 106] وكذا المحتضَر-بفتح الضاد: الرجل يصيبه اللمم والجنون (جنٌّ لا يُرَون). والحُضر -بالضمْ من عَدْو الفَرس هو من ذلك الانتقال بقوة. وفي قوله تعالى: {... ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} [مريم: 68] يمكن أن يكون المعنى أنهم يُكَلَّفون الجرْي حولها وهم جثّى -والعياذ بالله، ولم أر من ذكر هذا.
ومن معنوى ذلك {وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ} [النساء: 128]، "رجل حَضْر -بالفتح: ذو بيان " (فكر حاضر ولسان مُواتٍ والفكرُ مادة لطيفة وهي