ولذا لم يصرح الطبري هنا بتفسير التحذير بالتخويف. ونظير هذا ما في تركيب (وقى) فكثيرًا ما فسرت التقوى بالخوف ومما هي به في الأصل. وكل مفردات التركيب القرآنية هي بمعنى التحرّز -حسب ما أسلفناه.
° معنى الفصل المعجمي (حذ): القِصَر أو الانقطاع مع الغلظ كما في القطاة الحذّاء- في (حذذ)، وكما في الإحاطة (وهي قَصْر من جنس القِصَر) بغليظ كما يتمثل في الحاذَيْن -في (حوذ)، وكما في أعلى الجبل حيث يتضامّ مع صلابته- في (حذر).
{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان: 12]
"حَرّ الأرض يجَرها -بالفتح: سوّاها بالمِحَرّ، فأَخَذ المُثار من المكان المرتفع (أزاحه إلى المكان المنخفض) ". "طين -حُرٌّ- بالضم: لا رَمّل فيه. ورَمّلَة حُرّة: لا طينَ فيها. والحَرّة -بالفتح: أرض مستديرةٌ- مَسِيرةُ ليلتين أو ثلاث- فيها حجارةٌ أمثالُ الإبلِ البُروك كأنما شُيِّطَت بالنار (أو .. أُلْبِسَتْها حجارةٌ سُودٌ نَخِرةٌ كأنما مُطِرَت) وما تحتها أرض غليظةٌ من قاعٍ ليس بأسود وإنما سَوّدها كثرة حجارتها وتدانيها ".
Qخلوص الشيء من الغليظ الذي يعروه أو يخالط أثناءه (بأن يخرج منها) فيصفو ويَنْقَى (?): كحَرّ الأرض الموصوف، وكخلوص الطين