Qغثور أو سقوط (شديد) في جوف أو ما يشبهه كالشمس تغيب في الأفق وتلزمه طويلًا وكذا العين تغور فتلزم مكانها (واللزوم هنا هو مقابل الشدة). ومنه "وَجَب البيتُ والحائطُ: سَقَط، ووَجَبَت الإبلُ: لم تَكَدْ تقوم عن مباركها/ أعيت {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا} سقطت ساكنة أي همدت بعد النحر؛ لأنها تُنْحَر قائمة.
ومن الأصل: "الوَجْبَة: الأَكْلَةُ في اليوم والليلة (مَلْء الجوف الخالي أي احتواؤه طعاما) ووجب القلبُ: خفق واضطرب (في الجوف) كصوت السقوط. ومنه كذلك "رجل وَجْب الجنان: جبان ": (ساقطه غائره فارغه. أو هو من كثرة خفقانه خوفًا. فهو استعارة على الأول، وكناية على الثاني).
ومنه "وَجَبَ الشيء وجوبا: لزم وثبت (كأنما انغرس في فجوة فثبت ورسخ غير متحلحل. ونظيرها في هذا الأصل (فَرَضَ) من الثبات في الفُرْضة).
• (جبت):
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء: 51]
"الجبت - بالكسر: كل ما عُبِد من دُون الله، وقيل هي كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك ".
وبالنظر إلى عدم ورود استعمالات للتركيب غير ما سبق تفسيرها به في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}، ولتفسيرها بصنم خاص أو عامّ، ولِما قيل من أن التاء فيها مبدلة من سين والأصل "الجبس " (?) فإنني أرى تفسيرها بالجبس الذي يُبْنَى به، ويكون معناها: الحجرَ وما يئول إليه. والمراد الصنم أو الأصنام التي تُسَوّي من