فمن ضم الدقاق مع التخلخل "ثمَّ الشيء: جَمَعَه، وهو في الحشيش أكثر استعمالًا من غيره. الثُّمّة - بالضم: القَبْضَة من الحشيش. ثَمّتْ الشاةُ النَبْتَ والشيء بفيها: قَلَعته. ثمَّ الطعام: أكلَ جَيَدَه ورديئه (معًا - أي دون تمييز) إنه لمِثَمّ لأسافل الأشياء ". وواضح أن الضم هنا حشوًا أو تغطيةً لا يجعل المحشُوَّ صُلْبا مصمتًا لأن النبت لا ينْسبك معًا.
ومن هذا أيضًا "ثمثمُ " (كفَدْفَد): كلبُ الصيد " (يصيدُ ويضُم لصاحبه). والثَمْثَمة: أن تُشْنَقَ القربة إلى العمود ليُحقَنَ فيها اللبن " (حقن اللبن فيها ضمٌّ له فيها). انْثَمّ عليه: انْثالَ وانصبّ ".
ومن هذا الضم أيضًا: ثُمَّ - بالضم: حَرْف العطف المعروف، وتعبيره عن التراخي مأخوذ من التخلخل {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون: 12، 13]. كذلك منه: ثَمَّ - بالفتح: ظرف يشارُ به للمكان بمعنى هناك. مبني لتضمنه معنى الإشارة. ووجود الشيء في المكان ضم له فيه {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115]: استحسن أبو حيان قول الزمخشري: ففي أي مكان فعلتم التولية .. يعني تولية وجوهكم شطر القبلة - بدليل {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 150] اهـ. قال فقيّد التولية التي هي مطلقة هنا بالتولية التي هي شطر القبلة. اهـ لكني أميل إلى ما استظهره أبو حيان قبل ذلك وهو أنه لما ذكر منع المساجد من ذِكر الله، والسعْيَ في تخريبها نبه على أن ذلك لا يمنع من أداء الصلوات ولا من ذكر الله، إذ المشرق والمغرب لله تعالى، فأي جهة أديتم فيها العبادة فهي لله. [ينظر بحر 1/ 529 - 530] فهناك تأويلات كثيرة. {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ