"الذي يأتي (السوق) فله درهم "فالموصول شبيه بالشرط، والفاء داخلة على شبه جواب الشرط [مغني اللبيب تحـ المبارك وحمد الله 1/ 219] وتستعمل (أيّ) للاستفهام {فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا} [التوبة: 124 {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: 50]. ولاستعمالها في الاستفهام رافدان (أ) كونها في الأصل تعبر عن شيءٍ عام، أعني غيرَ معين بالذات (أي أَثَر من آثار الرَبع الباقية كما أسلفنا) (ب) أنها تعبر في الأصل أيضًا عن كثرةٍ (أخذا من التجسم). وعدم التعيين والكثرة يتطلبان تحديدًا وتعيينًا، ومن هنا استعملت في الاستفهام المطلوب به التعيين.

وتستعمل أيّ معبرة عن الكمال مثل "زيد رجل أيّ رجل "والكمال يؤخذ من الجسامة في المعنى المحوري.

أما (إي) بالكسر فهي حرف جواب بمعنى نعم، وهو إثبات يؤخذ من بقاء الشيء في مكانه في المعنى المحوري. وتختص بالمجيء مع القسم إيجابا لما سبقه من الاستعلام [تاج {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} [يونس: 53].

* * *

اللهم ألق القبول الحسن على ما في هذا الكتاب من حق، وارزقه الذيوع، ويسر التفهم، وانفعني وذريتي والمسلمن وأهل الدراسات العربية بما فيه في الدنيا والآخرة. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان اللهم آمين. والحمد لله رب العالمين.

تم الكتاب بعون الله تعالى

والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015