والذي في القرآن من التركيب أكثره من الأُوِيّ أو الإيواء: الضمّ لمعنى مما ذكرناه: الحماية .. {إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} [الكهف: 10] {وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا} [الأنفال: 72] {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوي إِلَيكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: 51] .. وسائر ما في القرآن من التركيب مثل {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ} [آل عمران: 162] {وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} [آل عمران: 151] {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 39] .. هو مما اقتُصِر فيه على معنى الضم. وقد ينظر إلى الأصل فيحمل معنى التهكم أيضًا.

وأما (أَوْ) العاطفة فهي من المعنى المحوري أيضًا لأن العطف ضَمّ. ويتمثل الضعف في معناها في التردد بصوَرِه الكثيرة. فمنه تعديد الحالات {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43، المائدة 6] (أو) الأولى تخيير (تعديد حالات) و (أو) في (أو جاء أحد منكم من الغائط) بمعنى واو الحال، (أو) الثالثة معطوفة على ما قبلها بمعناها (أي هذه من تعديد الحالات) {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} [الإنسان: 24] هذه للتخيير، ولكنها في النفي تعني لا هذا ولا هذا. فالنهي هو عن طاعة كل منهما. {لَيسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} [آل عمران: 128] قيل إنها للتخيير وجملة {لَيسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ} معترضة. وقيل إنها بمعنى (إلا أن) [ينظر بحر 8/ 56]. {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات: 147] قيل إن الترديد حسب نظر البشر وحَزْرهم لو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015