على غير قصد. (عَسِرٌ أو مجهول غامض). ونكر الأمرَ (شَرِب -ومصدره نكر- بالتحريك، والضم، ونُكور ونكير): جَهِله كأنكره واستنكره وتناكره {فَلَمَّا رَأَى أَيدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيهِ نَكِرَهُمْ} [هود: 70]: استغرب حالهم (وجد ذلك في نفسه غريبًا شاذًّا حادًّا)، والنكِرة ضد المعرفة (غيرُ المعروف كالمغَطَّى المستتر مجهول) ونكرَ الأمرَ- ض: غيَّره فصار غريبا {قَال نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا} [النمل: 41] والتنكير: التغيير إلى حال مكروهة " (غريبة، ومن جهل شيئًا عاداه). {قَال سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25)} [الذاريات: 25]: غُرَباء. وجاء من الأصل أيضًا "أنكره: جَحَده (تشبيها لحال الجاحد بحال من لا يعرف)، {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} [النحل: 83] (يجحدونها يتجاهلون قيمتَها أو وجه النعمة فيها أو أنها بفضل الله لا بكسبهم) وكذا ما في [غافر: 81]. وأما {يُنْكِرُ بَعْضَهُ} [الرعد: 36] فإنهم كانوا ينكرون ما هو نعت للإسلام أو للرسول - صلى الله عليه وسلم -. {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)} [لقمان: 19]: كانوا يفخرون بجهارة الصوت. و (أنكر) جامعة للمذامّ اللاحقة للأصوات. فغضُّ الصوت أو قَرُ للمتكلم وأبسط لنفس السامع وفهمه [بحر 7/ 184].
ومنه كذلك "النُكْر -بالضم وكعُنقُ: الأمرُ الشديد (الصعب- حدّة) {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيءٍ نُكُرٍ (6)} [القمر: 6]، {وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8)} [الطلاق: 8] {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيئًا نُكْرًا (74)} [الكهف: 74].
ومن هذا "النُكْر: ضد العُرف -بالضم فيهما. والمُنكر ضد المَعروف (من غرابة المغطَّى في الجوف) وكل ما قبّحه الشرع وحرّمه وكرهه فهو مُنكَر {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: 29] (العدوان على الناس