{فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204]
ليس فِي التركيب إلَّا "أَنْصَتَ الرجلُ وانتصت: سَكَتَ سُكُوتَ مُسْتَمِع أنصت سكت واستمع ".
Qالسكوت استماعًا كما هو مصرّح. والإنصات على هذا أقوى من الاستماع وفيه من الاستعداد للقبول، أو من الخشوع - ما ليس في الاستماع الذي يتحقق بمجرد الاستعداد لوصول الصوت إلى الأذن. ولعل هذا يفسر مجيء الإنصات بعد الاستماع في آية التركيب. كما يفسر الاكتفاء به في قوله تعالى: {فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} [الأحقاف: 29]. ويؤيد ما قلناه قول [ق]: "أنصت للهو: مال " (فهذه حجة لدخول القبول ضمن معنى الإنصات).
{وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف: 68]
"النِصاحَ ككتاب: السِلْك يخاط به. والإبرة: مِنْصَحَة. والناصح: الخالص من العسل وغيره. نَصَح الغيثُ البَلَد: سقاه حتَّى اتصل نَبْتُه فلم يكن فيه فَضَاء ولا خَلل. أَرْض منصوحة: متصلة بالغيث / مَجُودة. وقال مخاطبًا إبله:
(هذا مُقامي لك حتَّى تَنْصَحِي ... رِيًّا ..) قالوا "نَصَحَ الرجُلُ الرِيّ: شَرِبَ حتَّى يَرْوَى. ونَصَحَت الإبلُ الشُرب: صَدَقَتْه. وأنصحتها: أرْوبتها ".
Qخلوص ما في الأثناء نفاذًا أو صفاء من الشوب. كما (يخلص) السلك (: الخيط) من خُرت الإبرة بقوةِ نفاذٍ رغم ضعفه وضيق المنفذ. وكالعسل النافذ من شمعه خالصًا من الشوائب، وكالمطر الغزير والشرب