الحَبْل الأول، فإذا انقطع المنينُ بقى الكَرَب "اهـ. وعلى ذلك فما جاء في [ل منن] "حَبْلٌ منين إذا انقطع وخلق "غير دقيق وإنما هي تسمية بما كان، وكذا قولهم "حبل منين ضعيف "إنما هو ضَعْفٌ نسبي. والمنين الحبل المذكور لا بد أن يكون قويًّا، إذ إنه يحمل الدلو المملوءة ماء- لكنها قوة محدودة، حيث لا يُكتَفَى به، ولا يُعتَمد عليه اعتمادًا كليًّا لأنه لا يُؤْمَن أن ينقطع.

ويشهد لهذا كله قول الراجز:

باريّها إن سَلِمَت يميني .. وسَلِم الساقي الذي يليني .. ولم تَخُنِّي عُقَدُ المَنين

فنلحظ أن المنين هو ما يُشَدّ به الدلو، وأنه يخشى أن يخُونه أي ينقطع. وانظر كذلك لقول أبي محمد الأسدي:

إذا قَرَنْتُ أربعًا بأربع ... إلى اثنتين في مَنِينٍ شرجع

قال: "أي أربعَ آذان بأربع وَذَمات (= سيور بين آذان الدلو والعراقي تُشدّ بها) والاثنتان عَرقُوَتا الدلو "فتعليق هذه الدلو بمنين شرجع أي طويل يعني أن المنين حبلٌ ذو قوة]. وقد جاء في [ل] "كل حَبْل نُزح به أو مُتِحَ: منين "فكل هذا يؤيد ما قلت.

* فالمعنى المحوري للتركيب: الاحتواءُ على قوةٍ محدودة أي مشوبةٍ برقّةٍ- أي نقصٍ فيها أو ضَعْفٍ بحيث لا يُكتَفَى بها أو يُعْتَمَد عليها وحدها (?). كشأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015