ضاقت بأهلها. قال أوس بن حجر:
ترى الأرضَ منا بالفضاء مريضَةً ... مُعَضِّلَةً منا بجيش عَرَمْرم
Qكثافةٌ ثقيلة تَغْشَى الشيءَ فتُثْقِله وتحجُبُ حِدَّته. كالسُحُب ونحوها للشمس والكواكب، وكالظلام الكثيف، وكالأرض المثقلة بكثافة الجنود والقومِ عليها أي كثرتهم. ومنه "عن مريضةٌ: فاترة النظر (غير حادة كأنما عليها غشاوة. ولعلهم لحظوا كذلك ثِقَل الجفن من عدم اتساع العين الفاترة) ومنه "المرض في الأبدان: فتور الأعضاء " (من ذَهاب قوتها وحِدّتها كأنما جَثَم عليها ثِقْل -كما يقال ثَقُل الرجلُ: اشتد مرضه فهو ثاقل: أئقله المرض ". قال عزَّ وجلَّ: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]، ومن ذلك "مَرَضُ القلب: فتورٌ فيه عن الحق "أي قلةُ حِدّة ونفاذ إلى استجلاء حقّيته، كما قال تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} [الأعراف: 179] وكما وصف الله أمثال مرضى القلب بالغَفْلة ونحوها. أو هو من الظُلْمة التي تَرِينُ على القلب فلا يدرك {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة: 10] كما قال تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [البقرة: 7]، {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]. وقولهم {قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة: 88] {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]. وليس في القرآن من التركيب إلا مرض القلب هذا، و (مريض) البدن وجمعه (مرْضَى).
ومن الأصل "مَرَّضَ فلان في حاجتي- ض: نَقَصَت حركته فيها " (فتر وتثاقل). أما قوله:
ولكن تحتَ ذاكَ الشيبِ حَزْم ... إذا ما ظَنّ أمْرَضَ أو أصابا