{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيهِ أُمَّةً ...} [القصص: 23].
وأما التي قيل فيها إنها استثنائية فإنها تُفيد شمول الوقوع. وهذا الشمول يتحقق بالتجمع المذكور في الأصل، ويَلفت النَظَرَ وجودُ "كل "في الآيات التي وردتْ فيها {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4]، {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَينَا مُحْضَرُونَ} [يس: 32]، {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالهُمْ} [هود: 111] ورأى ابن الحاجب أنها الجازمة حُذف فِعلُها [مغنى اللبيب 1/ 218] أن المازنيّ، والجوهريّ أَوَّلوها [ل].
{يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [المائدة: 54]
"اللُومة -بالفتح والضم: الشَهْدة (= العسل ما دام لم يُعصَر من شمعه).
اللامُ: الشديد من كل شيء ".
Qتحيز مع اشتداد: كما يتحيَّز العسلُ في عيون القُرْص، والعسل يتمطّط وهذا مستوى من التماسك والاشتداد، وكما يتماسك الشديد من الأشياء.
ومن معنوي هذا التماسك: "تلوَّمَ في الأمر: تمكَّث وانتظر وتلبَّث. لي في الأمر لُومة -بالضم أي تلوُّم. واللُوَامة- كرخامة: الحاجة (لأنها يراد ضمُّها وحَوْزها - انظر سأل) واللامُ: القرب " (اتصال كالتماسك). ومن ذلك "اللَوْم: العَذْل " (تعنيف يردع عن التجاوز -فهو من الحضر في حيِّز ومَنْع التسيب) {فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} [إبراهيم: 22]. وكل ما في القرآن من التركيب