ثانيًا وثالثًا إلخ.

فالأول الأسبق منه - {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا} [آل عمران: 96] نعم أول بيت أقامه الله للناس متعبَّدًا مباركًا وهدى [ينظر بحر 3/ 6] {وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} [البقرة: 41] أي أول من كفر، ومفهوم الأولية غير مراد، فلا يجوز أن يكونوا ثاني من كفر، وإنما ذُكرت لإبراز فحش كفرهم مع علمهم السابق به، ولأنهم بكفرهم يسنون الكفر لغيرهم [ينظر نفسه 1/ 332 - 333] {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ} [الأنعام: 14 ومثلها ما في 163 منها] هو - صلى الله عليه وسلم -. سابق الأمة أو الخلق يوم الميثاق، مع أولية الرتبة أيضًا، وذكر هذا حثٌّ للمدعوين إلى الإِسلام على المبادرة [ينظر نفسه 4/ 90 - 91، 263] وفي {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} [الزمر: 12] أن أفعل ما أستحق به الأولية من أعمال السابقين [بحر 7/ 403] {تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] هذه عن سيدنا موسى تاب من طلب الرؤية بغير إذن، ثم قال أنا أول المؤمنين بعظمتك وجلالك وأن شيئا لا يقوم لتجليك [بحر 4/ 385 بتصرف]. {تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33] الراجح أنها ما كان قبيل الإِسلام [قر 14/ 179 - 180]. {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: 2] هذا الحشر لبني النضير للجلاء، والثاني حشر عمر لأهل خيبر وجلاؤهم [بحر 8/ 242].

ومن أسمائه عزَّ وجلَّ: الأَوَّل {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد: 3]. وفي الحديث الشريف: "اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء " [قر 17/ 236]. وفي القرآن من التركيب (أول) وجمعها (أولون) ومؤنثها (أولى) وسياقاتها واضحة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015