للعِظَم)، وفي غيرهما فهي في مقابل صغيرة. {أَكْبَرْنَهُ} [يوسف: 31] أعظمنه ودَهِشنَ برؤية ذلك الجمال الرائع [بحر 5/ 302]. وكل صيغتي التفضيل (أكبر) وجمعها (أكابر) و (كُبَر) هي من العِظَم المادي أو المعنوي. وقوله تعالى {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء: 111]. (هو أمر بالتعظيم عبادةً وإجلالًا نفسيًّا، وتعبيرًا بلفظ الله أكبر)، وقد جاء هذا الأمر في [المدثر 3] وتعليلا في [البقرة 185، الحج 37] واستُعمِل في التعبير عما عظُم قبحه {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} [الكهف: 5]. كقوله تعالى: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15] وكل (كبُر)، (كبُرت) (يكبُر) فهي بمعنى اعتداد الأمر كبيرا، فإن كان حُكما من الله فهو كذلك. ومن هذا الكبائر: الذنوب العظيمة {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: 31] وكذا {كَبَائِرَ الْإِثْمِ} [الشورى: 37، النجم 32] , {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} [نوح: 22]. (هذا في المبالغة أكثر من كُبَار - كغراب، وهذه بدورها أكثر من كبير. كطويل وطُوَال - كغراب، وطُوَّال - كتفاح).

كما استُعمل في إبراز تحقق الصفة تمام التحقق في {الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: 23، وما في الجاثية: 37] ثم في تكلف عَظَمة القَدْر وادعائها {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ} [الأعراف: 146]. وكل (يتكبر)، والصفة منها (متكبر) عدا اسم الله عز وجل، وكل (استكبر) ومضارعها، ومصدرها. والصفة منها {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ} [المؤمنون: 67] أي بالمسجد الحرام، إذ لم تكن لهم مفخرة أقوى من أنهم ولاته [بحر 6/ 381]، وما في [يونس: 78، غافر: 56]. وحَمَلتْ بعض هذه الصيغ معنى الأَنَفة والاستنكاف من شيء ما، كأن من أُسنِدتْ إليه هذه الصيغة أكبرُ، أو أعظم، من هذا الشيء. {قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الزمر: 59]، {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015