وكثرة الناس والأصوات. فهذا هو قيام السوق وهو تحقق قوامها وهذا نصْب لها أي إقامة). ومنه كل (إقامة الصلاة) ونحوها {أَقِمِ الصَّلَاةَ} [الإسراء: 78] فأداؤها بشروطها في أوقاتها مع الجماعة والمداومة نصْب وإقامة لها. {حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} [المائدة: 68]، فالعمل بما فيهما، وبتعاليم الدين هو إقرار وإثبات لوجودهما، إقامة، كما أن إهمالهما وإهمال تعاليم الدين إهدار وهدم. ومن هذا النهوض والتفعيل {أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} [البقرة: 229، وكذا ما فيها 230، 275، النساء: 127، 135، المائدة: 66، 68، الكهف: 14، 105، سبأ: 46، الرحمن: 9، الحديد: 25، الجمعة: 11، الطلاق: 2، المعارج: 33، الجن: 19، المدثر: 2] {إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} [آل عمران: 75] أي متقاضيا بجِدّ [ينظر بحر 2/ 524].

ومنه "قام بالأمر ": تولاه (كما يقال نهض به) وقِوام العيش - ككتاب: عِمَاده الذي يقوم به، وكذا قِوام كل شيء وقِيامه {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5]. والله عز وجل القَيّوم والقَيّام: القائم بتدبير أمر خَلْقه في إنشائهم ورزقهم {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 25]، {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: 33]، مُتَوَلٍّ أمورها خَلْقًا ورزقًا وحفظًا وحسابًا [ينظر قر 9/ 322] {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: 34] متكفلون بأمورهن [ل 405/ 15] {وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ} [المعارج: 33] والقيّم على الأمر - كسيد: متوليه كقيم الوقف والحمّام ".

ومن صور الانتصاب: الاستقامة بمعنى عدم العوج مادّيًّا، وبمعنى الثبات على العهد، أو تعاليم الدين أو موافقتها وعدم الحيود عن جادّتها {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] وهو الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف [قر 148] {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} [التوبة: 7] وكل (استقامة) فهي بأي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015