ذات ضَبَع - أي تشتهي الطَرْق وتقبله، أو ذات حَمْل - فلا تشتهي الطرق ولا تقبله، بأن يتشممها. فإن كانت لاقحًا أي حاملًا بالت في وجهه - أي فلا يَطْرقها. ونقول سواء كان الفحل يعرف ذلك بأن تبول، أو بأن لها رائحة معينة يشمها فيعرف حالها، فإن تلك المعرفة وصولٌ إلى حقيقة خفية من أمر باطنها.

Qوصول إلى حقيقة باطن الشيء: كما يعرف الفحل حال باطن الناقة. ومن ذلك: "الفِقْه: العلمُ بالشيء وفهمُه " (فهمًا عميقًا مستوعبًا) وقد فَقِه الشيءَ (علم وفرح) (كأنما غاص في داخله فأدرك دقائقه وخفاياه - وقد قال ابن الأثير إن اشتقاق الفقه من الشَقِّ والفتح. [ل] ولو أكمل بقوله "للنفاذ إلى باطن الشيء "لوفَّي الكلام: {وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44] والفقه ينصبَّ أصلًا على معاني الكلام {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي} [طه: 27، 28]، {مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ} [هود: 91]، {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} [التوبة: 122]، {فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء: 78]. والفقه يحدث بالقلب، والله تعالى يصرّف الآيات ويفصّلها ليفقهوا {انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} [الأنعام: 65، 98]. ولكن الإعراض يجازَي بالحجب: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ} [الأنعام: 25، والإسراء: 46، وكذلك ما في الكهف: 57]: غُطِّيَتْ قلوبهم فلا تنفذ إليها حقيقة أو علم. والتفقهُ طَلَبُ الفقه {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} [التوبة: 122].

£° معنى الفصل المعجمي (فق)

° معنى الفصل المعجمي (فق): شق الشيء إلى عمقه ويلزمه فراغ العمق والوصول إليه وما إلى ذلك - كما في فَقّ النخلة: تفريج سَعَفها للوصول إلى الطلع لإلقاحها - في (فقق)، وكما في الفراغ الذي يعلو الشيء فيتيح شغل ذلك الأعلى - في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015