والأودية. فَرَغَ عليه الماء وأفرغه: صبّه. وفَرِغ فراغًا - كسمع سَماعًا: انصبّ. وأفرغْتُ الدماءَ: أرقتُها ".
Qخلاء الظروف ونحوها مما يشغلها من مائع ونحوه: كالأرض المجدبة والأنية، والأودية. . فهي أحياز خالية (مهيّأة لتحوز الموائع وما إليها)، وكإفراغ الماء والدماء. ومنه: "طعنة فَرْغاء: واسعةٌ يسيل دمها، وسهم وسكين فَرِيغ " (مُفْرِغ: يفرغ الدم).
ومن ذلك: "إفراغ المائع ونحوه: صبّه " (فيخلو حيّزه): {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} [الكهف: 96]. ومن معنويه: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا} [البقرة: 250، الأعراف: 126]: سألوا أن يصبّ عليهم الصبر/ حبس النفس للقتال وعند البلاء فيكون لهم كالظرف، وهم كالمظروفين فيه [بحر 2/ 277] أي فلا يكلّون أبدًا. {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} [الشرح: 7]: أي من شُغل الدنيا أو من عبادة ما [ينظر بحر 8/ 484]. ومن الخلو: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} [الرحمن: 31] "أي نخلو لكم فلا نشتغل بغيركم - على المثل؛ لأن اللَّه عز وجل لا يشغله شيء عن شيء " [ينظر بحر 8/ 192]. {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا} [القصص: 10] أي فارغًا من العقل حين بلغها أنه وقع في يد فرعون، أو حين رؤيتها تلاطُم الأمواج به، إذ دهمها أمر مثله لا يثبت معه العقل، لا سيما عقل امرأة خافت على ولدها حتى طرحته في اليم رجاء نجاته من الذبح [بحر 7/ 101 - 102].
وقولهم: "حمارٌ فِراغ - ككتاب: سريع المشي واسع الخطو " (ينصبْ ويندفع فيه - والسير يُعَدُّ عندهم إفراغًا من مذخور قوة الدابة).