فأما قولهم "في عَقله عُهْدة -بالضم: أي ضعف، وفي خطه عُهْدة إذا لم يُتِمّ حروفه "فهي من الفتور (أي وجود فترات) في المعنى الأصلي للتركيب أو من الرخاوة المتمثلة في المطر في الاستعمال القديم، أو من التكرار أي هناك ما يستدعي المراجعة.
وأما "العهد بمعى الوصية والمَوْثِق "وما إليهما - فإنهما إلزام يؤخذ من تكرار وقوع حدث أو أمر بانتظام في زمن أو مكان معين، إذ يؤخذ من ذلك ضرورة الوقوع (عند حلول الزمن أو الظرْف - ثم يطلق) "فالعهد هو "الميثاق واليمين التي تستوثق بها ممن يعاهدك " (أن يفعل كذا في أمر كذا). "يقال عهد إليه في كذا: أوصاه به ". {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} [يس: 60] وكذا {عَهِدَ إِلَيْنَا} في [البقرة: 125، آل عمران: 183، طه: 115]. وقد فرق [قر] بين العهد والميثاق بأن الميثاق عهد مؤكد بيمين [قر 1/ 247] ولعل عدم اليمين هو الأصل في العهد ثم أضيف إليه اليمين -بَعدُ- توكيدًا. "عاهده: عقد معه عهدا "، (أي موثقا) {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 1]، {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} [التوبة: 75]. وكذا كل (عاهَدَ) وقوله تعالى {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة: 40] طلب الإيفاء بما التزموه للَّه تعالى، وترتيب إنجاز ما وعدهم به (كأنه) عهد على سبيل المقابلة، أو لإبراز ما تفضل به في صورة المشروط حفزًا لهم على الإيفاء بما عليهم [ينظر بحر 1/ 330] {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ} [الأعراف: 102] ما عوهدوا عليه في صلب آدم: الإيمان بأنه لا إله إلا اللَّه [بحر 4/ 355] {أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ} [طه: 86] الزمان أي زمان مفارقته لهم [بحر 6/ 249] أي على