والافتضاض يشعرها بذلك أيضًا، كما أن الأمرين ينقصان خفتها.
ومن مناط الامتنان أن الزوج هو الذي سبق إلى نقلها إلى هذا الطور {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}.
ومن مجاز الافتضاض قولهم: "ما طَمَث هذا المرتعَ قبلنا أحد "وقولهم: "الطَمْث -بالفتح: الدَنَس والفساد. وما به طَمْثُ ريبة: دَنَسُها ". يذكرنا بالتعبير عن الذنب بما فيه معنى الثقل الإثم، {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ}.
{آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا} [النساء: 47]
"طَمَسْتُ الأَثَر، والطريقَ، وطَمَس هو (قعد): دَرَس وامحى أثره، وطَمَسَ الكتابَ: دَرَسه، وطُمِس النجمُ والقمرُ -للمفعول: ذَهَبَ ضوءه، والمطموس: الأعمى الذي لا يَبِين حَرْفُ جَفْنِ عَيْنِه فلا يُرَى شُفْر عَيْنَيْه ".
Qطمّ الظاهر من الأثر الدقيق أو الحادّ وتغطيته. كما في طَمْس الأثر والطريق بذهاب معالمه الدقيقة امّحاءً فيستوي ظاهره كالمغطَّى أو الممحوّ، وكذلك طمْس الكتابة والضوء وشُفْر العين {وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ} [يس: 66]: لأعميناهم ومثلها ما في [القمر: 37]. {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا}: حقيقةً فيُجْعَل الوجه كالقفا، فيذهب بالأنف والفم والعين والحاجب، أو ذلك عبارة عن (وقوع) الضلالة في قلوبهم وسلبهم التوفيق [قر 5/ 244]. {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} [يونس: 88] عاقبهم على كفرهم بإهلاك أموالهم: إذهابها عن صورتها. . صارت أموالهم وزروعهم ودراهمهم حجارة