الفواكه. فهو ما شأنه أن يطبق عليه. وصيغة كلمة (طَبَق) تصلح للفاعلية والمفعولية.

ومن مادي ذلك الأصل قولهم: "أصبحت الأرض طَبَقًا واحدًا: إذا تغشى وجهَها الماءُ. والماء طَبَقُ الأرض (حينئذ). ومنه "طِباقُ الأرض ذهبا "أي مِلْؤُها. ثم قالوا "طَبَّقَ الشيءُ - ض: عَمّ ". ومن المادي أيضًا "المُطَبَّق - كمعظَّم: قِشْرُ اللؤلؤ يُلزَقُ بعضه على بعض فيصير كاللؤلؤ [ينظر ل]. وطبّق السحاب الجو - ض: غَشّاه. والمطابقة: المَشْيُ في القَيْد (لكون الرجلين مطابَقَتَين أو لوقوع القدمين -عند المشي في القيد- معًا أو في الموقع السابق نفسه)، وأن يضع الفرص رجلَه في موضع يدِه " (يُطْبِقها عليه) و "الطَباقاء: الأحمق "، وقالوا إنه الذي ينطبق على صدر امرأته عند مُضَاجعتها. وعلى تفسيره بالأحمق فهو الذي تنطبق عليه الأمور لا يدري لها وجهًا.

ومن المطابقة الموصوفة قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك: 3 ومثلها ما في نوح: 15]. فسرت في [قر 18/ 208] بالانطباق بعضها فوق بعض والملتزق منها أطرافها. اهـ. وحقيقة أمرها أعظم كثيرًا مما نراه.

أما قوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19]. فأشبه التفاسير بالأصل والمساق هو ذاك الذي ورد به الحديث أي "حالًا بعد حال "ثم قال "إن قُدّامَكم أَمْرًا عظيمًا فاستعينوا باللَّه العظيم " [قر 19/ 279] فالمقصود هو الحال الشديدة العامة أي إن أمامكم شدائد عامة يتعرضُ لها كل أحد. وتؤخذ الشدة من التغطية فإنها حَجْبٌ وحَبْسٌ تامّ، ويؤخذ العموم من شمول التغطية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015