عن أبدانكم وتنحوها جانبا بعد أن كنتم تحملونها. وإلى هذا يئول ما في [محمد 4] والمقصود توقف الحرب مؤقتا أو نهائيا بأن لا تكون للكافرين شوكة [ينظر الكشاف 4/ 310، قر 16/ 228]. ومن هذه التنحية ما في {تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ} [النور: 58 وما في 60 منها]. ومن مجازيّ هذا الحطّ وتنحية المحمول {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} [الشرح 2 وانظر وزر هنا، وكذا الأعراف 157]. {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} [آل عمران: 96] (أقيم ثابتًا للناس يأتونه من كل الجهات للتعبد [ينظر بحر 3/ 7]. {وَوُضِعَ الْكِتَابُ} [الكهف: 49] (نَصْب وإثبات والتعبير بـ "وضع "هنا لأن كتب الأعمال هي مدار الحساب وهي المرجع الثابت لكل شيء في ذلك اليوم العصيب). ومثل هذا ما في [الزمر: 69]. {وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} [الرحمن: 7]: أقره وأثبته [بحر 8/ 188] (أي هدى إليه سبيلًا للموازنة والتقويم والعدل الذي أمر به سبحانه) [وينظر قر 17/ 154]، وقريب منه ما في [الأنبياء: 47] وإن كان هذا في الآخرة. {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} [الرحمن: 10] خفضها مدحوة. . [بحر 8/ 188] (أي بسطها ومهّدها قرارًا لهم).
ومنه "وضع البعيرُ والناقةُ: عَدَوا. وأوضعتُ الدابة: حَمَلتُها عليه (إسراع كأنه هُوِيٌّ وانحدار) وقوله تعالى: {وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ} [التوبة: 47]: لأسرعوا فيما بينكم بالإفساد والنميمة [قر 8/ 157]. {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء: 46، المائدة: 13، ومثله ما فيها 41] أي يغيرون ألفاظ التوراة أو القرآن أو كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عما أُنْشِئ عليه إلى ما يوافق أهواءهم، أو يغيرون تأويلها كذلك [ينظر بحر 3/ 273 - 274].
ومن معنويه "الضَعَة: الذل والهوان والدناءة، والخسارة في التجارة،