"الشَفَا: حَرْفُ الشيء وحَدُّه، وبقيةُ الهلال أو القمر عند امحاقه، والشمسِ عند غروبها. وشفَتْ الشمس (كبكى وكفرح) غابت إلا قليلًا. وشَفَت تشفو: قاربت الغروب ".
Qيغبّر التركيب عن حافَة الشيء، أي منقطَع جِرمه أو أغلظه: كَشفا الحُفْرة حيثُ منقَطَعُ جِرم الأرض الأعلى، وكحافة القمر والشمس الباقية بعد غياب جرمهما {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103] {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ} [التوبة: 109].
ومن هذا: "الشفاء من المرض "، إذ هو تخلص البدن من المرض، والمرض كثافة وإثقال، والشفاء خلوصُ قَطْعٍ وإنهاء لهذا الإثقال. والعامة تعبّر عن شفاء الشخص بأنه "خَفّ " {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80] {شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69] ومنه إذهاب حرارة الغيظ الجاثم على الصدر {وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 14]. ومما يشمل الشفاء من مرض البدن وأمراض العقيدة والنفس ما أُسْنِد إلى القرآن {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82، وكذلك ما في يونس: 57، فصلت: 44]. ومن ماديّ الأصل: "الإشْفَى: المِثْقَب (الثَقْب فَتْحٌ نافذ في جرم الشيء، فهو كالاقتطاع من كثافة الشيء وغَلْظه وإذهابِها)، وأشفي على الشيء: أَشْرَفَ " (كأنما وقف على شَفَاه).
ومن معنويّه: "أشفي: أشرف على وصية أو وديعة ".