ويتعامل به ليس مؤمنا وهو محارب لله ورسوله اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة: 278 -
279].
وقد ورد تحريمه تحريما جازما وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا [البقرة: 275]، وذلك لأن الربا ليس بيعا فالبيع فيه ربح وخسارة بعكس الربا ولكنهم قلبوا الأمور فقالوا: إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا [البقرة: 275].
وهذا قلب للحقائق وتشويه للأمور، ومن تعامل بالربا بعد ورود هذا النص فهو من أصحاب النار الخالدين فيها.
وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ [البقرة: 275].
الإرشاد إلى مصدر القرآن الكريم وأنه تنزيل من رب العالمين وليس من كلام محمد صلى الله عليه وسلّم، لأن البشر يمرون في حياتهم بحالات وانفعالات وتتطور أمورهم وتتبدل مواقفهم، فيظهر التعارض في أقوالهم وأعمالهم.
وهذا الكتاب الكريم نزل في ثلاث وعشرين سنة ولم نجد فيه شيئا من التناقض ولا التعارض فهو من قول العزيز الحكيم رب العالمين.
وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [النساء: 82].
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا أنزلت عليه آية أو آيات قال: «ضعوها في مكان كذا من سورة كذا»، وهو بشر لا يدري ما ستجيء به الأيام ولا يعلم ما سيكون في المستقبل فضلا عن معرفة ما سينزل من عند الله.
ويمضي العمر الطويل والرسول صلى الله عليه وسلّم على هذا العهد يأتيه الوحي القرآني