ز- ولا ينكر الحسن من الشعر أحد من أهل العلم، ولا من أولي النهى، وليس أحد من كبار الصحابة وأهل العلم، ولا من أولي النهى والقدوة إلا وقد قال الشعر أو تمثّل به، أو سمعه، فرضي منه ما كان حكمة أو مباحا، ولم يكن فيه فحش ولا خنا ولا لمسلم أذى، فإذا كان كذلك فهو والمنثور من القول سواء لا يحل سماعه ولا قوله (?) [اه].
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المنبر يقول: «أصدق كلمة- أو: أشعر كلمة- قالتها العرب قول لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل» - أخرجه مسلم.
ح- قال تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنعام: 115].
أي: صدقا في الأخبار، وعدلا في الأحكام، فالقرآن كلّه حق، وصدق، وعدل، وهدى، ليس فيه مجازفة، ولا كذب، ولا افتراء كما يوجد في أشعار العرب وغيرهم من الأكاذيب والمجازفات التي لا يحسن شعرهم إلا بها.
كما قيل في الشعر: «إن أعذبه أكذبه».
- وتجد في القصيدة الطويلة المديدة قد استعمل غالبها في وصف النساء، أو الخيل، أو الخمر، أو في مدح شخص معين، أو فرس، أو ناقه، أو حرب، أو شيء من المشاهدات
المتعينة التي لا تفيد شيئا إلا قدرة المتكلم المعين على الشيء الخفي أو الدقيق، ثم تجد له فيه بيتا أو بيتين أو أكثر هي بيوت القصيدة وسائرها هذر لا طائل تحته.