اختُلف في كنيته، فقيل: أبو القاسم، وقيل: أبو محمد؛ وأمه لَبُونةُ بنت محمد بن الحسن بن القاسم المعروف بقنون بن إبراهيم بن محمد بن القاسم بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وكان الحسن بن قنون من كبار ملوك الحسنيِّين وشجعانهم ومَرَدَتهم1 وطغاتهم المشهورين، فتسمى يحيى بالخلافة بقرطبة سنة 413 كما ذكرنا، ثم هرب عنها إلى مالقة سنة 414 كما وصفنا، ثم سعى قوم من المفسدين في رد دعوته إلى قرطبة في سنة 416، فتم لهم الأمل، إلا أنه تأخر عن دخولها باختياره، واستخلف عليها عبد الرحمن بن عطاف اليفرني، فبقي الأمر كذلك إلى سنة 417، ثم قطعت طاعته جماعة البربر، وصرفوا عاملهم، وبايعوا المعتلي الأموي أخا المرتضي. وبقي المعتلي هذا يردد لحصارهم العساكر، إلى أن اتفقت كلمة البربر على الاستسلام لأبي القاسم, وسلموا إليه الحصون والقلاع والمدن، وعظم أمره بقَرْمُونة، فصار محاصرًا لإشبيلية، طامعًا في أخذها، فخرج يومًا وهو سكران إلى خيل ظهرت من إشبيلية بقرب قرمونة، فلقيها وقد كمنوا له، فلم يكن بأسرع من أن قتلوه، وذلك يوم الأحد لسبع خلون من المحرم سنة 427؛ وكان له من الولد: الحسن، وإدريس لأمي ولد.