لكاثور والجني يضربُ ظهرَه ... وما ذنبة أن عافتِ الماءُ مشربا
وما ذنبُه أن عافَتْ الماء باقر ... وما إن تعالف الماء إلا لتضربا
الجنى الراعي وكانوا إذا أرادوا أن تورد البقر الماء فعافته قدموا فضربوه فورد، فإذا فعلوا ذلك وردت البقر، يقول فأنتم قد ألزمتموني ما لا ذنب لي فيه. أبو عبيدة: لم يكن هذا قط وإنما ضرب هذا مثلا لما ألزم ذنب غيره. ومثله بيت النابغة:
حملت علّى ذنبِه وتركتهُ ... كذي العرّ كوى غيره وهو راتع
كانت العرب إذا وقع العر في إبلهم - وهو قرح يخرج في مشافِرها - اعترضوا بعيرا لم يقع ذلك فيه فيكوى مشفره ويرون أنهم إذا فعلوا ذلك العر من أبلهم، وقال أبو عبيدة: هذا مثل أيضا ولم يكن قط وإنما هذا كقولهم: كلفتني الأبلق العقوق. والذكر لا يكون حاملا أبدا.
وقال عمرو بن معدى كرب يصف جيشا:
جوافلٌ حتى ظلَّ جُند كأنه ... من النقعِ شيخ عاصب بخماِ
جند جبل، شبّه هذا الجبل لما علاه الغبار الذي أثارته الخيل بشيخ معتّم.
وقال أبو النجم يصف جيشا:
وذو دخيسٍ أيد الصواهل ... مِن طبَقٍ طّمٍ ومن رَعابل